ليعبدون

الجمعة، 16 مارس 2012

مهارات عاطفية


إن الحياة الزوجية تحتاج إلى فنون في التعامل... تحتاج إلى علم وخبرة حتى تدار بالشكل الأمثل... هذه مقالة من الدكتور زيد الرماني ( عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود ) بهذا الخصوص...



أولى زواج (مهارات عاطفية)  

لقد تبين أن الزيجات التي دامت طويلاً، تميل إلى التمسك بموضوع واحد، وهو إعطاء كل طرف للطرف الآخر الفرصة لعرض وجهة نظره في بادئ الأمر...


بل يذهب هؤلاء الأزواج إلى أبعد من ذلك .. أي يظهر كل طرف للآخر أنه ينصت إليه تماماً .. وما دام كل طرف استمع إلى خلجات الطرف الآخر فغالباً ما يشعر المتظلم عاطفياً أن هناك من التعاطف ما يقلل حدة التوتر...

يقول دانييل جولمان في كتابه: (الذكاء العاطفي) إن الأمر الذي يلاحظ أنه مفقود في معظم الحالات التي تنتهي آخر الأمر بالطلاق، هو أن أياً من الطرفين المختلفين لا يحاول أن يخفف حدة التوتر..

ذلك أن الاختلاف الفاصل الذي يفرق بين معارك الأزواج التي تنتهي حياتهم الزوجية بالطلاق عن غيرهم من الأزواج الذين تستمر حياتهم الزوجية هو وجود أساليب التعامل التي تضيق هوة الشقة بين الزوجين أو غياب هذه الأساليب..


حيث أن آليات الإصلاح التي تحول دون تصعيد الجدل إلى مرحلة التفجر العنيف، ما هي إلا مجرد أمور يسيرة، مثل الإبقاء على استمرار المناقشة والتعاطف وخفض حدة التوتر.

إن عدم التركيز على المسائل التي تثير العراك بين الزوجين مثل: تربية الأطفال. والجنس، والأعمال المنزلية، هو الإستراتيجية العامة التي تجعل الزواج بإذن الله ناجحاً..
بل هو الذكاء العاطفي الذي يشترك في رعايته كل من الزوجين، وبالتالي تتحسن فرص نجاح العلاقة بينهما.
ومن بين المهارات العاطفية المهمة في هذا الشأن، القدرة على تهدئة النفس وتهدئة الطرف الآخر بالتعاطف والانصات الجيد.
الأمر الذي يرجح حل الخلافات الزوجية والعائلية بصفة عامة بفاعلية.
وهذا ما يجعل من الخلافات الصحية بين الزوجين معارك حسنة تسمح بازدهار العلاقة الزوجية وتتغلب على سلبيات الزواج التي إن تركها الطرفان تنمو وتهدم الزواج تماماً...



نصائح لكل عروس

مع قدوم إجازة الصيف تكثر المناسبات السعيدة وعلى رأسها مناسبات الزواج والتي تعني بناء أسرة جديدة تحمل في داخلها آمالاً وتبني أحلاماً، وتخطط مستقبلاً.. فإلى كل عروس .. نبارك لها وأود أن أقدم بعض الإضاءات..

* لا تجعلي جل تفكيرك في فترة الخطوبة
والاستعداد بالملابس والإكسسوارات، بل اقتصدي بقدر المستطاع، لأنك ستملين منها بعد فترة من الزواج وترغبين في استبدالها بأخرى جديدة. وأما بالنسبة إلى الملابس فقد يتغير وزنك بعد الزواج خاصة عند حدوث الحمل..


* بالإضافة إلى اهتمامك بالملابس والمجوهرات لا تنسي أن تبحثي عن الكتب التي تتحدث عن الزواج وتكوين الأسرة وما يتعلق بحسن معاشرة الزوج والاهتمام به وما إلى ذلك، وكذلك الأشرطة التي تعنى بهذه الأمور، ومنها: بحر الحب، السحر الحلال لـ (ابراهيم الدويش) بين قلبين (نبيل العوضي )مملكتك (أنس بن سعيد بن مسفر) وكتب الشيخ محمد العويد.

* إياك والغيرة، ولا تتسرعي في الحكم على زوجك من موقف واحد، تعرفي على ما يحب، وما يكره منذ البداية لتتجنبي المشاكل التي قد تترتب على ذلك.

* حاولي التأقلم على وضعك الجديد ومسؤولياتك المتعددة فأنت لم تعودي فتاة تستعين بوالدتها في كل شيء، بل ربة منزل ومسؤولة عن زوج وأسرة.

* اهتمي بأهل زوجك وبوالدته على وجه الخصوص
حاولي التقرب إليها ومعاملتها كما تعاملين والدتك.


* أن لم يُعجبك زوجك في البداية فلا تتعجلي، فقد تجدين فيه مع مرور الأيام ما يجعلك تتمسكين به،
ففي كل شخص سلبيات وإيجابيات، فتحملي زلاته وهفواته، لأنه ما زال في بداية المشوار تماماً كما أنت..


* وهذا لا يعني أن تتساهلي في توجيهه عند رؤيته على معصية.

* في ليلة الزفاف لا تجعلي زينتك تشغلك عن أداء الفرائض، وإن أمكنك الإستعانة بإحدى الأخوات لتجهيزك بدل الكوافيرة فهذا أفضل.

*


كثير من الفتيات يعانين من الحساسية الزائدة أو الشعور فوق المرهف الذي قد يدمر علاقاتهن بصديقاتهن أو المجتمع من حولهن أو حتى حياتهن الزوجية في النهاية... وللتعامل مع هذه المشكلة التي تؤثر فيهن نفسياً هناك عدة حلول مقترحة :

* لا تتعاملي مع كل تصرف أو كلمة مؤلمة على أنها مقصودة بل حاولي إيجاد أعذار لقائلها كما قال أحد السلف التمس لأخيك العذر .. فهذا سيريحك كثيراً.

* لا تفكري كثيراً في الموقف بل حاولي تجاهله قدر إمكانك واشغلي نفسك بأي شيء حتى يخف ثقلها عليك ومن ثم يبدأ أثرها بالتلاشي.

* أحسني الظن بالطرف الآخر مهما كان، وبالذات إن كنت تعرفينه جيداً وتعرفين أنه لا يقصد إيذاءك أو أنه يملك لساناً عجولاً غير متعمد.

* مع تكرار تجاهل الموقف ومحاولة التغاضي عنه تجدين نفسك قد تحسنت كثيراً، فبدل أن كنت تفكرين عدة أيام بما حصل تجدين نفسك تفكرين به يوما واحداً ثم عدة ساعات ثم دقائق معدودة.

* ثقي بنفسك وتعلمي أسلوب الرد المهذب، وإن لم تتحملي الموقف فيمكنك السؤال: ماذا تقصدين؟ بدل أن تتألمي أيام وترهقي نفسك – فقد تجيبك أنها تقصد الخير لك أو نصيحتك .. الخ فتخونها العبارة.

* تخيلي الموقف بعد عدة سنوات .. أين هو؟ تجدينه تلاشى لأنه في الحقيقة لا يمثل مشكلة كبيرة تؤثر في مسار حياتك
واعلمي أن الدنيا مطبوعة على الكدر والمشكلات إحدى هذه الأكدار فاصبري.


* كلما مر يوم ستزدادين صلابة – وهذا مجرب- بشرط أن تتعرضي لمثل هذه المواقف كثيراً، أما إن كنت تتجنبين الاختلاط بالناس فلن تشفي من هذه المعاناة، اختلطي بالأخريات وانظري كيف يتصرفن في مثل هذه المواقف لتكتسبي خبرة.

**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق