ليعبدون

السبت، 24 مارس 2012

وصفة علاج لمن منعت زوجها من الزواج 2



كره الزوجة الغالبة 

لنفترض الآن أنك غير راضية على هذا القرار، وأن عليك أن تسعي جاهدة لتغيير هذا الواقع، وصد أي محاولة زواج بأي وسيلة من الوسائل، فماذا يمكن أن يحصل؟
ليس لدينا هنا غير احتمالين، إما أن تنتصري أنت، وتمنعيه عن الزواج أو ترديه عنه، وإما أن ينتصر هو ويحقق ما أراد.
فإن كانت الثانية، وتحقق له ما أراد، فإنه سيتحقق له هذا الأمر وأنت منكسرة النفس، منهزمة الشخصية، تحسين بأنك قد أضنيت نفسك وأرهقت أعصابك وأغضبت زوجك في أمر مشروع، ولم ترجعي بشيء إلا ما حصل لك من تعب نفسي وجسدي، بالإضافة إلى ما حصلت عليه من ردود فعل زوجك، وربما أثر ذلك في مكانتك عنده، بل لربما كان هذا خيرا على الزوجة الجديدة، وربما كان هذا الصراع بينك وبين زوجك سببا تستغله هي للوصول إلى قلبه والفوز بحبه، وكثير من الضرات وقع لهن هذا الأمر، وكان الشقاق مع الزوجة الأولى الفراغ الذي نفذت منه الزوجة الثانية، بل لربما صارت في نظره الأعقل والأكثر حنانا وحبا.
بخلاف ما لو قابلت الأمر بالتسليم، وأظهرت لزوجك السمع والطاعة، فإن هذا يجعل الزوج يحس بآلامك ويشفق على مشاعرك، فتجدينه مجتهدا في مراعاة أحاسيسك، قلقا على صحتك، يخاف أن يكون حزنك شديدا، ويخشى أن تنقلب سعادتك شقاء، وتجدينه مجتهدا في إخفاء آثار هذا الزواج عنك، محاولا أن يظهر عطفه ومساندته لك في كل حين، وفي هذه الحال لا تجد الزوجة الجديدة فراغا عاطفيا لدى الرجل، ولا تجد الفرصة سانحة للاستيلاء على قلبه كما هو الحال في الصورة الأولى.
أما إذا كانت الزوجة أقوى من الزوج إرادة وأثبت منه عزيمة، وتيسر لها من الظروف ما جعل زوجها غير قادر على المضي في طريقه، فاستسلم لصولتها، وانحنى لجبروتها، وسلم لها الزمام، وأرخى لها العنان، ولم يجد بدا من أن يقمع رغبته، ويصد إرادته، مع أنه قد يكون في ذلك أشد الحرج عليه، وربما كان ذلك بعد أن خطى خطوات في هذه الطريق، وربما كانت لديه مخطوبة، وربما كان قد تكلم مع أهلها وتعرف على أوليائها، وربما اشتهر أمره بين أصحابه، وافتضح بين إخوانه، وعرفوا أن كلمتها هي العليا، وصوتها هو الغالب، وكم رأينا من الرجال (إن صح التعبير) ممن حدث نفسه بهذا الأمر، وأحس بنشوته حينا من الدهر، وعاش بهذا الحلم برهة، حتى إذا ما وصل الخبر إلى قعيدته، وعلمت بنواياه، كشفت له عن ساق، وقلبت له الدنيا رأسا على عقب، وهددته وأوعدته، واستعانت عليه بالأبناء، وخوفته بالأصهار، وصورت له تهاويل مفزعة، وأجلبت عليه بخيلها ورجلها، وزجرته ونهرته، فارتخى عوده، وضرب الأخماس لأسداس، وتأمل في ما خوفته به، ونسي أن الأمر كله لله، وأن الحول والقوة بيده لا بيدها، وغاب عنه أن الله ينصر من يطبق الشريعة، وينأى بنفسه عن الحرام، فانتكس وعاد إليها مكسور النفس خائر القوى.
عندئذ تظن المرأة أنها انتصرت، وهي في الحقيقة انهزمت، وتظن أنها كسبت وهي في الواقع خسرت، فهذا الزوج لن يملأ لها عينا، ولن تجد فيه بعد ذلك طعما، فقد قتلت فيه رجولته، وكسرت هيبته، ومسحت بأنفه التراب، وجعلته هباء منثورا.
كيف يمكن لهذا الزوج أن يحب هذه المرأة التي كسرت ذراعه، ولوت إرادته، وجعلته أحدوثة بين أهله وإخوانه، وكيف له أن ينسى ما فعلت به، وبحلمه الجميل...
كثير من الزوجات قد وقعن في هذا، ولعمري إن هذا لشر من أن يكون لزوجك ثلاث زوجات أخريات، وما أظن شيئا يفسد قلب الرجل على زوجته كمثل أن يراها منتصرة عليه، مسيطرة على إرادته، تحيط به من كل جانب، يخاف منها كما يخاف من عدوه، ويخشاها كما يخشى من غريمه، ثم تعلل له ذلك بالحب؟ وأي حب؟
إن الرجل يحب الأنثى، والأنثى هي التي تنشأ في الحلية، ولا تبين في الخصام، قال تعالى : (أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين[1]أما هذه التي تصول وتجول، حتى إن صولتها لتسمع من مسيرة كذا وكذا، فهذه لا يحبها الرجل وإن عاش معها تحت سقف واحد... 
فإن أنت تأملت بعين العقل، عرفت أن أحسن أحوالك أن توافقي زوجك على ما أراد، وتصبري لله على ما قدر، فما إن تمر الأيام، حتى يبدل الله خوفك طمأنينة، وتصير غيرتك بردا وسلاما، وإلا فإن الغيرة من خير ما يذهب الذنوب إن شاء الله.
التعدد أو الحلول البديلة
إن منع الرجال من التعدد قد أدى إلى ظهور حالات اجتماعية جديدة في المجتمع المسلم، لم يكن لنا بها عهد، فمن ذلك زواج المسيار والزواج العرفي والزواج بنية الطلاق، وغيرها من أنواع الزيجات التي أصبحت الضحية الأولى فيها هي المرأة، سواء أكانت هي الزوجة الجديدة التي عقد عليها بهذه الطرق التي فيها عوج والتواء، أم الزوجة الأولى التي تتضرر كثيرا من هذه الزيجات العجيبة...
أما الضرر الحاصل على الزوجة الجديدة، التي رضيت أن يكون زواجها أقل من الزواج الطبيعي، فهو ظاهر، لأنها تحرم مكانتها في المجتمع كزوجة بكامل الحقوق الزوجية، وقد تحرم من الأبناء كذلك، وقد تقع ضحية التلاعب ممن لا خلاق لهم، وهي لا ذنب لها إلا أن المجتمع قد نبذ التعدد الشرعي، ووضع أنواع العراقيل في وجه المتعدد.
أما الزوجة الأولى فالضرر حاصل عليها من وجوه كثيرة، لو علمتها لفضلت التعدد الطبيعي على هذه الحلول البديلة، التي تحدث الكثير من الشروخ في العلاقة الزوجية السلمية، وتضر المرأة الأولى بشكل كبير، وسوف أحكي قصة يتبين منها المراد.
كان لدى أحد الفرنسيين زوجة يحبها وتحبه، وكانا يعيشان حياة طبيعية، وكان لهما ولدان، وبعد سنوات من الزواج، بدأت الزوجة تلاحظ تغيرا في زوجها، وأحست أن هناك امرأة أخرى في حياته، وبعد البحث اكتشفت أنه يعيش قصة حب مع امرأة أقل منها جمالا، كانت زميلته في العمل، وعندما واجهته بالحقيقة، حاول أن يتهرب من الأمر، لكنها قدمت له الأدلة الكثيرة التي كانت تجمعها طيلة فترة شكها.
أحس الزوج أنه لا مفر له من الاعتراف، فأقر بحبه لتلك المرأة، وأنه مغرم بها، واعترف للزوجة أنه لم يعد يحبها، ولا يرغب في البقاء معها، وأخبرها أن بإمكانها طلب الطلاق إن كانت ترغب في ذلك أو الاستمرار معه على تلك الحال.
قررت الزوجة أن تترك هذا الرجل، وذهبت إلى المحكمة لكي تطلب الطلاق، في تلك الأثناء كانت علاقتها بالمحامي تأخذ في الاقتراب أكثر، حيث بات يحكي لها عن زوجته ومشاكلها اليومية، وكثرة الشقاق الذي يحصل بينهما بسبب تكاليف الحياة اليومية وضغوطات العمل، وأخبرها أنه أصبح لا يطيق العيش معها، وأنه هو أيضا يفكر في الانفصال عنها.
وبعد عام من الحب قررا الزواج بعدما طلق المحامي زوجته، وبالفعل تزوجا وعاشا حياة متقلبة بسبب المشاكل التي بدأت تظهر بينه وبين أبناء الزوجة التي أصبحت تعطيهما الكثير من الحنان بعد طلاقها من والدهما، وبعد أشهر من الصراع المرير، ذهبت إلى المحكمة لأن حياتها معه كزوجة أصبحت شيئا لا يطاق.
وفي المحكمة تعرفت على امرأة جاءت لترفع قضية طلاق هي الأخرى، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، حيث عاشت في حب مع رجل كانت تراه أفضل رجل على وجه الأرض، وبعد أن طلق زوجته فلانة وتزوج بها أصبحت الحياة بينهما لا تطاق.
فوجئت المرأة بأن فلانة هو اسمها، وبأن هذه المرأة هي عشيقة زوجها الذي فرط في أبنائه من أجلها وكان يرى سعادته كلها في الارتباط بها.انتهى
إن هذه القصة تظهر فرقا جوهريا بين الحياة الزوجية الطبيعية، وبين غيرها من العلاقات التي تكون فيها المرأة بعيدة عن الرجل لا يراها إلا في أوقات معلومة، وفي أماكن متخيرة، وحيث النفس صافية، والبال غير منشغل، وحيث لا أبناء ولا مسؤوليات...
هذه الحياة التي تكون فيها المرأة وسيلة متعة فقط، تستهوي الرجل وتجعله يميل إلى تلك المرأة مهما كانت أقل جمالا وأخلاقا من زوجته، لأنه يصبح بين نمطين من العيش، نمط فيه المسؤوليات والأبناء والأمراض والطلبات والالتزامات، وهذا يريد وهذا فعل، وأعطني هذا واشتر لي ذاك، وأمك قالت وأختك فعلت، وأنا أهلي وإخواني.
وبين نمط آخر، ليس فيه إلا المواعيد والمطاعم والفنادق والبحيرات والشواطيء والمقاهي، وهنا مكمن الخطر على الزوجة الأولى.
إن الرجل حين يكون لديه زوجة وزوجة، يكون بين تنافس متكافيء، أما حين تكون لديه زوجة وعشيقة أو زوجة بدون مسؤوليات، فإن التنافس هنا بين المرأتين يكون غير متكافيء، فما إن يدخل بيت الزوجة حتى يهتم ويغتم، وما إن يلقى الأخرى حتى يدور بينهما حديث الغرام وزفرات الهوى، فلا يلقاها إلا وهي متجملة، ولا يلقاها إلا وهي خالية الروح والبال، مشتاقة للقياه، منتظرة لموعده، لا يشغلها عنه بكاء رضيع ولا وجع صبي ولا مشاجرة إخوة، ولا يعكر صفو لقائهما طرقات صاحب الإيجار ولا فواتير الماء والكهرباء، فيبدأ القلب بالمقارنة بين هاتين الحالتين، وهنا تكون مكانة الزوجة الأولى في خطر كبير.
إن كثيرا من الأزواج أصبحت الزوجة الأولى لديه قائمة طويلة من المتطلبات والواجبات والالتزامات، بينما تطرح الحلول البديلة صنفا آخر من النساء لا كدر فيه ولا وصب، فيقع الزوج في شراك هذه الصورة الوهمية للحياة، ويظن أن الفرق بسبب المرأتين، مع أن الفرق هو بسبب الظرفين المختلفين، ولو عكسنا المسألة ونقلنا هذه إلى هنا وتلك إلى هناك، لحصلت نفس النتيجة، ولوقع الزوج في غرام المرأة التي تسعده وتريحه، مهما كان شكلها وسنها.
ولو أنه تزوج تلك المرأة زواجا طبيعيا، لاستوى الميزان، ولوجد الحياة بينهما متكافئة وإن لم تكن متشابهة تماما، خصوصا بعد أن يصبح له أولاد من الزوجة الجديدة، وتأخذ دورة الحياة طبيعتها، عندها يستطيع الزوج أن يضبط ميزان الحب لديه، ويستطيع أن يعدل بين الزوجتين، وتصبح كل واحدة منهن لها ما لها وعليها ما عليها.
إذن لو فكرت المرأة مليا، لقبلت أن يتزوج زوجها امرأة ثانية، بدل أن تكون له حلول أخرى، هذا من الناحية الاجتماعية، بغض النظر عن تعرض الزوج للوقوع في الأمور المشتبهات، وربما وقع في الحرام المحض، مما يكون له أثر كبير في دمار الأسرة كلها.
إن قصة سرقة الأزواج، تتكرر في كل المجتمعات، والفخ الكبير الذي يقع فيه الزوج هو هذه الحياة الوهمية التي تصورها له المرأة الجديدة، حتى إذا ما تزوج بها، رأى الحياة الحقيقة التي قد لا تختلف كثيرا عما كان عليه من قبل.


منقول للفائدة
((للمستشار : حامد الادريسي ))

هناك تعليق واحد:

  1. فعلا لا اعتراض على كلام الله لكن لا افهم فعلا التعدد في دول الخليج و كان التدين مقرون بالتعدد ام كثرة المال هو السبب ؟؟؟ لا ادري لم ينسى الرجال ان للمراة ايضا هرمونات و رغبات اذا لم تشبع...مع هذا تصبر ونادرا ما تلجأ للحرام ,اذا تزوج الرجل فليذهب للجحيم و لماذا علي ان اصبر و الله يقول انه لن يعدل بيننا ما هو جزائي من زوجة ثانية ؟لما كل هذه التضحيات و لفائدة من؟ و انت تقول انه اذا وافقت الزوجة على زواج زوجها فسيشفق عليها و هل الشفقة قاعدة جيدة لبناء اسرة؟نحن نحب الاحترام و المودة و المعامله الجيدة و ليس الشفقة
    و لكن هذه هي مجتمعاتنا للاسف اذا خان الرجل فهو رجل وان خانت المراة فهي مجرمه تستحق الموت (لانه قبل ان يتزوج اكيد يتعرف على الثانية اذن يمر بفترة خيانه و حرام ) ربي يصبر كل امراة جرحت كرامتها ,,,التعدد عنده اسبابه و ليس اي رجل يمر بنزوة يخرب بيته و يشرد اولاده و يقول حقي هذا ظلم و الله لا يحب الظلم

    ردحذف