ليعبدون

الأربعاء، 4 أبريل 2012

الإتيكيت بين الزوجين.. وراء 60% من الطلاق العاطفي



الإتيكيت بين الزوجين.. وراء 60% من الطلاق العاطفي











قد يستهين البعض بأهمية الإتيكيت في الحياة الزوجية وقد يستهجنه البعض الآخر ويعده إهانة للرجولة، وثقافة غربية مستوردة لا تتماشى مع العادات والتقاليد العربية في حين أنه يقف وراء 94% من حالات الطلاق في الإمارات.. 

* ما هو تعريف الإتيكيت ؟ وهل يركز على تدليل المرأة ؟
- هي لفظة فرنسية تعني البطاقة بالإنجليزية وهي عبارة عن توجيهات تعطى لأفراد الطبقة المخملية وتعني التهذيب واللياقة وتحمل الفرد على تحسين علاقته بالآخرين من خلال حسن التصرف للحصول على احترام الذات وتقدير الآخرين، أما في الموسوعة البريطانية فهو السلوك الذي يساعد الأشخاص على الانسجام والتلاؤم مع بعضهم البعض ومع البيئة التي يعيشون فيها، وهو لا يركز على تدليل جنس دون الآخر بل يهدف إلى النبل في التعامل مع الآخر.

*  الفرق بين الإتيكيت الإسلامي والغربي؟
- إذا رجعنا إلى المنهجيات الأساسية فلن نجد هناك بونا شاسعا ، لكنسادت في مجتمعاتنا أفكار ومفاهيم كثيرة خاطئة من بينها فكرة أن الذوق والإتيكيت هو فنّ إذا أردنا تعلمه فعلينا تقليد الغرب مع أن الواقع ليس كذلك، فـ 99% من آداب الإتيكيت التي ذكرت في الموسوعات الأجنبية مردها إلى التراث الإسلامي ولو تجذرنا بالتاريخ لعلمنا أن مفهوم الإتيكيت منبعه في الأصل من بلاد الأندلس حيث تتلمذ الكثير من أبناء الطبقة المخملية في أوروبا واكتسبوا الكثير من السلوكيات التي يتعامل بها الملوك والأمراء وقاموا بتطويرها فيما بعد وخصصوا لها مدارس ومعاهد خاصة فقط لتدريسها حتى أصبحت الكلمة مترادفة للمفهوم الغربي، ولو أمعنّا النظر في اهتمام الغرب بقواعد المعاشرة والبروتوكول أو الإتيكيت لأدركنا أنهم يهتمون بقواعد الأكل أكثر من الأكل نفسه.   

* لماذا يستهين الرجل الشرقي بالإتيكيت ؟
- البيئة العربية لا تهتم بهذه المسائل باعتبار أن هناك تأثيرا واضحا للعادات والتقاليد والأعراف التي يتمسك بها الرجل الشرقي بالإضافة إلى التزامه بالمنهجية الإسلامية في شؤون الحياة، ناهيك أن العالم العربي يغص بأكثر مئة مليون جاهل ينقصهم الوعي الفكري والسلوكي في الأداء كما أن هناك نسبة كبيرة تستهجنه وتعده إهانة للرجولة خاصة فيما يتعلق بمعاملة المرأة واحترامها وطرق التعامل معها.

* إذا كان إهانة للرجولة، فلماذا يتقنعون به في المناسبات؟
- للأسف نسبة كبيرة من الرجال والنساء في المجتمع العربي لا يفهمون أن الإتيكيت هو نظام حياة وممارسة يومية كما هو في الغرب، حيث يحرص الأفراد على ترك آثار إيجابية في التعامل مع الآخرين لأنهم يمتلكون الوعي الفكري والسلوكي ويربون أبناءهم على مفهوم الإتيكيت، أما في المجتمعات العربية نجد الكثير من يتخذه قناعا يساعدهم على التمثيل أمام الآخرين في المناسبات وخلال أيام الخطوبة كذلك، فكثير من الأزواج لا يعرفون الإتيكيت إلا في هذه الفترة حيث يمارسونه باحتراف ريثما يتزوجون. 

* أكثر شكوى النساء من ازواجهن
- يشتكين من طريقة تعامل أزواجهن، حيث يجدن صعوبة في الاتصال العاطفي واللفظي مع الأزواج، مما يولد لديهن الكراهية التي تسمى " جرح الاعتبار الذاتي " وهي المشاعر المكتنزة في العقل الباطن والتي تساعد على بقاء الإنسان في دائرة الاحترام والتوقف عن العطاء ، والمسألة الثانية هي عدم قدرة الرجال على التعبير العاطفي والتواصل الايجابي مع زوجاتهم فيما نسميه بالطلاق العاطفي والاكتفاء بالممارسة الروتينية اليومية التي تولد الجفاء والملل الزوجي .

* وما مدى خطورة افتقاد الازواج للأتكيت 
- افتقاد الأزواج للإتيكيت وراء 70% من حالات الطلاق العاطفي في الإمارات ، فالرجل يفتقد إلى " الإتيكيت الثلاثي " وهو إتيكيت توفير الوقت والمشاعر والمادة وهي المسببات الرئيسة الأولى للطلاق ، ناهيك عن افتقاد الكثير لمفهوم الثقافة اللمسية وطرق الدعم والمساندة ، فهو لا يعرف كيف ينظم وقته بين عمله وعائلته وهواياته ، لاننكر أنه كريم بفطرته ولكنه بخيل في مشاعره حيث تعاني نسبة كبيرة من السيدات من التصحر العاطفي والطلاق النفسي مع أزواجهم، كما أن الرجل الشرقي لا يعرف كيف يستثمر الجوانب المادية في تعزيز علاقته الزوجية وأقصد بذلك الهدايا والزهور ودعوات المطاعم وشراء احتياجات الزوجة البسيطة.

* ومما يشتكي الرجال المتزوجون؟ 
- 87% من الأزواج يشتكون من سوء استقبال زوجاتهم لهم، ومن خلال الدراسة التي قمت بإجرائها وجدت أن 7 من كل 10 رجال يفضلون استقبال أطفالهم الصغار أكثر من زوجاتهم، حيث يبادر الصغار إلى الابتسام والاحتضان فور دخوله المنزل ، على عكس الزوجة التي إما أن تكون مشغولة بالمطبخ أو تبادر بإثارة النكد فور وصول الزوج، ومهارة استقبال الشريك عن دخول المنزل مهمة للغاية ولكن للأسف تجهلها نسبة كبيرة من السيدات، فهن لا يدركن أن أول 180 ثانية من لحظة دخول الزوج إلى المنزل هي اللحظة الحاسمة في إثارة مشاعر الزوج إما بطريقة سلبية أو إيجابية.

* هل هناك سلوكيات إتيكيت معينة تنصح بها الرجال؟
- هناك ممارسات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ، على الرجل أن لا يسبق المرأة في ركوب السيارة كما عليه أن يفتح لها الباب لتجلس أولا، فالرسول الكريم كان لا يركب الناقة حتى تركب أزواجه، ولا يجوز للرجل مد يده لمصافحة سيدة كما عليه أن يختار كلماته بعناية وأن ينظر إلى زوجته أثناء الحديث معها، وأن يتكلم بلطف وبصوت معتدل عندما يكلم زوجته على الهاتف، أيضا على الرجل والأولاد أن يقوموا بتنظيف أطباقهم بعد الانتهاء من تناول وجبة الفطور أو الغداء أو العشاء وأن يتعودوا على اللفظ الإيجابي ومساعدة الأم في الأعباء المنزلية ومفاجأتها بالهدايا والزهور.

* وبماذا ننصح السيدات؟
- بالابتعاد عن نقل الأخبار وحفظ أسرار الزوج والاهتمام بأناقته وجمال مظهرها في كل الأوقات وأن يسعين دائما إلى الترميمات العاطفية التي تسببها المشاحنات والمصادمات التي تولد الكثير من الفجوات.

* إلى أي مدى يحرص الرجل الإماراتي على تطبيق الإتيكيت في حياته؟
- يحرص الرجل الإماراتي على جماله مظهره وهندامه وعلى ترك الانطباع الإيجابي الجيد لدى الآخرين كما أنه يتمتع بذكاء اجتماعي اكتسبه من البيئة التي يعيش فيها التي تضم أكثر من 147 جنسية مختلفة، كذلك يتقن العديد من الرجال الكثير من المهارات الاجتماعية نتيجة احتكاكه بالثقافات الأخرى ولكنه يفتقد إلى إحدى أهم أدوات الإتيكيت حاله كحال الرجال عامة، وهي ثقافة مرافقة الزوجة إلى العيادات والأسواق والتجمعات العائلية وتلبية احتياجاتها، ويكاد يجهلها على الرغم من أنها تضيف شيئا كثيرا من الرضا لدى شريكة حياته.
أما المرأة فهي حريصة على اقتناء كل ما يتعلق بتزويدها بالمهارات التي تساعد على رفع مستواها الاجتماعي وترك انطباع ذوقي لدى الآخرين ولمست ذلك من خلال حرصها على حضور دورات الإتيكيت ونشر مهاراته لدى كافة المقربات منها ولكنها تفتقد إلى مهارة التعامل مع الشريك التي لو اكتسبتها لحصل تغير إيجابي كبير في حياتها.

* وكيف يمكن للزوجة أن تكون فنانة في تحليل شخصية زوجها؟
- تحتاج الزوجة إلى أن تلتحق بالدورات المتخصصة في هذا المجال لتفهم أن معنى تحليل أنماط الشخصية وكيفية ترويض المشاعر، كذلك عليها أن تتابع زوجها من أجل أن تتعرف على الأمور التي يحبها ويكرهها، وأن تتعامل معه بعقلية الرجل للوصول إلى قلبه وعاطفته، كذلك من المهم جدا أن تعرف المرأة منابع الرضا لدى الزوج وكيفية إشباع مشاعره الداخلية من خلال الدعم والتشجيع والثقة بقدراته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق