1.
الدورة الجنسية هي دورة الإحساس بالإثارة الجنسية منذ ولادته إلى نهايته، أى منذ الحالة العادية للإنسان غير المثار، إلى عودة هذا الإنسان مرة أخرى، مرورا بكل حالات الإحساس بالإثارة الجنسية، فما هذه المراحل؟!
الدورة الجنسية لكل من الرجل والمرأة مقسمة إلى أربع مراحل، وترتيبها كما يلى:
مرحلة التنبيه الحسي:
وهي بداية الانتقال من الحالة الطبيعية للإنسان إلى مرحلة الإثارة الجنسية، وهي تنتج عن استقبال مؤثرات خارجية وانتقالها إلى داخل الجسم حيث تقوم بمهمتها، وبالطبع هناك وسيلة لهذا الانتقال، كما أن هناك طرقا أخرى تسري فيها تلك الأحاسيس، أما الوسيلة، فهي أي من الحواس الخمس التى تمثل الاتصال بين الإنسان وبين العالم الخارجي، فهذه الحواس (واحدة أو أكثر منها) بمثابة زر التشغيل الذى يقوم بتوصيل التيار الكهربائي لبداية توليد الطاقة، أما هذه الحواس فهي كما نعلم: النظر، والسمع، واللمس، والشم، والتذوق، أما أهمها و الأكثر قدرة على بداية التنبيه الحسي الخاص بالإثارة الجنسية فهو "النظر"، أى حاسة البصر، وذلك لأن نطاق النظر هو الأكبر والأطول على الإطلاق، فيمكن للإنسان أن يرى الأشياء عن بعد وعن مسافة طويلة فى حين أنه بالنسبة لباقي الحواس يتحتم التقارب لتحقيق التنبيه عن طريق الحواس الأخرى، ولذلك فقد أمرنا الله بغض البصر لارتباط ذلك ارتباطا مباشرا بالإثارة الجنسية، التي قد تكون الطريق لارتكاب واحدة من أكبر الكبائر وهي الزنا، فقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون" صدق الله العظيم . "سورة النور الآية 30". ونرى فى هذه الآية الكريمة الارتباط بين غض البصر وحفظ الفرج، فسبحان الخالق العظيم العليم بعباده وخلقه وشؤونهم وغرائزهم، وكيفية التغلب على هذه الغرائز الملحة عليهم، وأولها غض البصر.
أما بالنسبة للحاسة التالية فى الدور بالنسبة للقدرة على الإثارة، فهى حاسة السمع، ومن المعروف أن الرجال أكثر حساسية للتنبيه الحسي والإثارة الجنسية،ـ ولذلك كان أمر الله تعالى فى كتابه العزيز للمؤمنات بأن يتحدثن بطريقة سوية وألا يستخدمن الطرق الملتوية فى الحديث، ولا الكلام الذى يحتمل أكثر من معنى حيث قد يوحي البعض منه بإيحاءات قد تجر الإنسان إلى معصية الزنا أيضا، تلك المعصية التى تهز عرش الرحمن سبحانه وتعالى، وتحمل الإنسان لقب "زان" فيصيبه جم غضب الله في الدنيا والآخرة، ولذلك وجه الله تعالى أمره للنساء ينهاهن عن الميوعة فى الحديث قائلا: "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض" صدق الله العظيم. والخضوع بالقول هو تغيير نمط الصوت إلى الدلال، وعدم الجدية فى الحديث، والتلفظ بألفاظ تحتمل أكثر من معنى..
عودة إلى المرحلة الأولى من الدورة الجنسية فنقول إنه ليس شرطا أبدا أن تنتهي هذه المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، وهو التطور الطبيعي للدورة الجنسية، ولكن قد تعود الأمور إلى سيرتها الأولى فور انقضاء المؤثر البصري أو السمعي أو المؤثرات الأخرى، مثل أن يرى الشاب فتاة، ولا يغض بصره، وخاصة إذا كانت الفتاة ترتدي ملابس غير لائقة فتكون فتنة سائرة على الأرض،فيحدث له التنبيه الحسي المبدئي، ولكن فور انتهاء هذا المنظر تعود الأمور إلى ما كانت عليه من سيرتها الأولى، ويستأنف الشاب وقته أو ما كان يفعله بشكل عادي.
أما سبب الإثارة الجنسية سواء عند الرجل أو المرأة فهو "هرمون الذكورة "Testosterone، وبالطبع يمكننا أن نستنج بعد معرفة هذه الحقيقة العلمية لماذا تكون الرغبة الجنسية أعلى كثيرا عند الرجل منها عند المرأة، ذلك لأن كمية الهرمونات عند المرأة قليلة، وأرجو ألا يتعجب القارئ حال سماع هذا الكلام عن وجود هرمونات ذكرية عند المرأة،فهناك أيضا هرمونات أنثوية عند الرجل، وهذه الكمية البسيطة من الهرمونات الذكرية والأنثوية تفرز عند الجنسين بنفس القدر من الغدة الجاركلوية(الكظرية) ولكن يزيد على هذا القدر المتواضع عند الذكور تلك الكميات الهائلة من هرمونات الذكورة وخاصة بعد البلوغ،أما عند الإناث فتزيد أو، بمعنى أدق، تبدأ هرمونات الأنوثة في الإفراز من المبيضين بعد البلوغ.
أعرض هذه الحقيقة العلمية لشرح الفرق في المرحلة الأولى للدورة الجنسية بين الذكر والأنثى، فبداية المرحلة الأولى-التنبيه الحسّي- عند الأنثى أو الفتاة ليست بهذه السهولة التي تحدث بها عند الشاب، ولكنها تحتاج لوقت أطول ولمثيرات أكثر وضوحا ولدعوة أكثر صراحة حتى تنتبه مراكزها الحسية ويبدأ التقاط هذا الخيط الشعوري وتوجيهه إلى الطريق العصبي الخاص بالشعور الجنسي، ثم تبدأ الدورة الجنسية عندها بنفس ترتيب الأحداث ولكن بعد بداية مختلفة.
تلك كانت إشارة للمرحلة الأولى من الدورة الجنسية،وهي النقلة بين الحالة العادية للإنسان وحالة الانتشاء الحسّي الخاص بالإثارة الجنسية،وهي أيضا الجسر الذي يعبر بالإنسان إلى المرحلة الثانية من الدورة الجنسية .
المرحلة الثانية :
وهي مرحلة الإثارة الجنسية الصريحة، أو هي الجسر الذي يقود هذا المخلوق الذي فضّله الله تعالى على سائر المخلوقات إلى أكثر الأحاسيس البشرية متعة على الإطلاق، وهو إحساس الإثارة الجنسية، وهذا هو الاسم المطلق على المرحلة الثانية من الدورة الجنسية: "مرحلة الإثارة الجنسية"...
ماذا يحدث داخل الجسم أثناء هذه المرحلة؟!
إن هذه المرحلة الثانية تبدأ بالتقاط خيط التنبيه الحسيّ من الأعصاب الطرفية التي التقطت المثيرات الحسّية بدورها في بداية الدورة الجنسية، تلك المثيرات التي فتح المجال لها لتتوغل في الجهاز العصبي حيث وجود نية لاستمرار أو استيفاء الدورة الجنسية، ومع استمرار انتقال الإشارات العصبية، ينتبه مركز الحس الجنسي في المخ إلاّ أن الدورة الجنسية مستمرة ولم تقف عند حد التنبيه، فيبدأ في التقاط العديد والعديد من الإشارات العصبية والتي تصل إلى حد يجعله يبدأ في إصدار أوامر بدوره إلى الغدة المجاورة له حيث تبدأ تلك الغدة في إفراز مواد كيماوية عدة أهمها على الإطلاق في هذا السبيل هو غاز سائل يسمى أوكسيد النيتريك"NO3 "-وهو المعروف بغاز الضحك- هذا الغاز ذو التأثير السحري الغريب الذي يؤثر على الجهاز العصبي في المقام الأول فضلا عن قدرته على التأثير على كل أجزاء الجسم، فيصيب الجسد حسّياً بحالة من السعادة والانتشاء، ويصيب جميع الأنسجة العضلية في الجسم بالانقباض، ويضع جميع الأعصاب الطرفية في حالة استعداد لاستقبال أقل مثير حسّي لتتم ترجمته إلى الإحساس الجنسي، تلك الأنسجة العضلية الدقيقة تشمل في المقام الأنسجة الانتصابية مثل تلك التي في الأعضاء الجنسية الذكرية والأنثوية على حد سواء، وأيضا بصيلات الشعر على مدار الجسم، فضلا عن بعض الأماكن الأخرى المتفرقة.
هل لهذه المرحلة حد أقصى تنتهي عنده؟
ومما يعرفه البعض ويجهله الكثيرون أن هذه المرحلة من الدورة الجنسية لها حد أدنى من حيث الوقت، ولكن ليس لها حد أقصى تقريبا، بمعنى أنه قد يطول بها الوقت ويطول ويطول إلى أن يصل إلى ساعات وساعات، أمّا الحد الأدنى لها فهو ثابت نسبيا، فهو بالنسبة للذكور حوالي بضعة دقائق، أما بالنسبة للإناث فهو أطول نوعا بحيث يمكن أن يصل إلى ما بين عشرة وعشرين دقيقة في أحسن الأحوال العادية.
أمّا استمرارية هذه المرحلة فهي تكون عن طريق المداومة على استقبال الإشارات العصبية ثم نقلها إلى الجهاز العصبي المركزي (مركز الحسّ الجنسي) ثم إعطاء الأوامر للغدة، فإفراز أوكسيد النيتريك.....إلخ.. وتتكرر العملية وبشكل أكثر دقة.
ماذا يفعل هذا الغاز السائل؟
نقول إن هذا الغاز السائل يقوم بفتح بوابات الأعضاء الجنسية عند الذكر والأنثى أمام تدفق الدماء إليها، وتكون هذه هي الإجابة العضوية على الإثارة العصبية الحسية، فتستعد الأعضاء لأداء الوظيفة المنوطة بأدائها، وهي وظيفة العلاقة الزوجية الحميمة، هذا التدفق للدماء إلى الأعضاء الجنسية هو ما يسمى ب"الانتصاب"، وربما يتعجب البعض حين يعلم أنها تحدث للذكور والإناث على حد سواء، ولكنها معروفة باختصاصها للذكور حيث إن هذا الطرف هو الإيجابي في العلاقة بحيث يؤدي غياب وظيفة الانتصاب عند الذكور لعدم تمام العلاقة الجسدية، بل لعدم بدايتها أصلا، أمّا بالنسبة للأنثى، فكونها طرف مستقبل للعلاقة، فوظيفة الانتصاب عندها مجرّد استكمال لتجاوبها واستمتاعها بالعلاقة وليست وظيفة أساسية فيها، حيث إنه مسموح بإقامة علاقة زوجية صحيحة وسليمة تماما دون حدوث حالة الانتصاب للزوجة، ولكن ليس في كل مرة، حدوث هذه الحالة للزوجة أيضا يمكّنها من التجاوب بشكل أكبر مع زوجها أثناء هذه المرحلة الثانية من الدورة الجنسية التي هي موضوع مقالنا اليوم، بحيث تكون نهاياتها العصبية في حالة تأهب قصوى لاستقبال أقل المثيرات العصبية التي تأخذ دورتها بدورها داخل الجسد على الحال الذي أشرنا إليه سلفا في أول المقال.
ومما سبق نلخّص فنقول إن المرحلة الثانية من مراحل الدورة الجنسية هي أكثر المراحل متعة على مستوى التصرف الإنساني حيث إن التحكم في وقتها من حيث التطويل أو القصر تحت التصرف بشكل نسبي، أيضا نقول إن لها حد أدنى وهو أقصر عند الذكر منه عند الأنثى، بعدها ننتقل إلى مرحلة الممارسة الزوجية الفعلية، وأحسن صورها هي حدوث التجاوب من الطرفين على حد سواء بحيث تصل العلاقة إلى أفضل صورها، بحيث تستمر هذه المرحلة من الدورة الجنسية أطول مدة ممكنة حيث إن هذه هي المرحلة الوحيدة من مراحل الدورة الجنسية القابلة للتطويل أو بمعنى آحر للتحكم في مدتها، وكلما طالت مدتها كلما زادت كمية الاستمتاع الإنساني بهذه الوظيفة شريطة الأخذ في الاعتبار أن المرأة -أو الأنثى بشكل عام- تستغرق وقتا أطول كثيرا لوصولها لنفس مستوى إثارة الرجل، ولذلك قال الله تعالى في كتابه العزبز في سورة البقرة وكان موجها حديثه للرجال "...وقدموا لأنفسكم". وكان سياق الآية يُقصد به العلاقة الزوجية الحميمة بين الرجل والمرأة، فأحب الله أن يلفت نظر الرجل لنقطة عدم قدرة المرأة على سرعة الاستجابة الحسّية له بنفس القدر الذي يثار به هو.
في منتصف الدورة الجنسية، وتحديدا عند أخر المرحلة الثانية الشهيرة، والتي قلنا عنها إنها من أهم المراحل على الإطلاق، حيث إن فيها أكثر التغيرات الجسمانية المرئية لإجابة رغبة الإنسان الحسية في صورة جسدية ملموسة.
وتستمر هذه المرحلة إلى أن يقرر الإنسان أنه نال كفايته منها أو وصل إلى الحد الأقصى من الإثارة الجنسية الذي يرغب عنده في إنهاء الدورة الجنسية أو الوظيفة الجسدية المرتبطة بالغريزة الحسية الجنسية، وهنا يجب أن نشير إلى بعض الأشياء المهمة.
آداب المعاشرة الزوجية
أولا: يجب أن يظل الإنسان متذكرا أن له شريك في هذه العلاقة، ولذا يجب أن يوضع هذا الشريك في الصورة دوما في مسألة تطويل أو تقصير أو إنهاء المرحلة الثانية من الدورة الجنسية، وقد يسأل القارئ: وكيف يتأتى ذلك؟! وهنا أقول إنه يجب أن ينتهي الخجل من الزوجين بمجرد إتمام عقد الزواج، وعلى ذلك يكون هناك من الضرورة حوار دائر بين الزوجين، وحتى أثناء العلاقة الحميمة حول ما يمتع كل منهما، وحول تطور الإحساس بالإثارة عند كليهما، وأيضا تحري رغبة الآخر في إنهاء هذه المرحلة من عدمه، وتحري رغبة الآخر في الاستمرار لآونة أخرى لأن هذا هو حق لكل منهما وهي أوقات متعة حلال مجانية وما دامت لا تطغى على موعد صلاة أو عبادة، أو تجور على ساعات العمل، فلكل منهما الحق المطلق في إطالتها والاستمتاع بها كما يحلو له.
ثانيا: ربما اختلف القالب الجنسي لواحد منهما عن الآخر في مسألة وقت الاستمتاع أو توقيت الوصول للحد الأقصى من المتعة، فإن كان أحدهما قد وصل لهذا الحد دون الآخر، فعليه انتظار هذا الشريك حتى يوفي حقه فيها، وقد يبدو للقارئ أن هذا قد يكون مرهقا أو راغما للطرف الذي يصل إلى الحد الأقصى من الإثارة أولا، ولكني أعود فأقول إن الاستزادة من المتعة لا تكدر ولا تضر أبدا، وإن كنت أشرت لهذه المرحلة كحد أقصى فلست أقصد بها أنه لا يمكن الاستزادة بعده، ولكني أقصد أنه يمكن استيفاء المتعة الحسية كاملة بالاكتفاء به، ولذا، من المكن، بل من المستحسن أن ينتظر الطرف الأول، الطرف الآخر حتى يرضى عن إنهاء هذه المرحلة، وتلك ستكون فائدة مزدوجة ومتعة مضاعفة للطرفين.
ما مقياس الحد الأقصى لهذه المرحلة؟
ليس هناك حد أدنى محسوب بالدقائق أو الساعات ولا حد أقصى لهذه المرحلة، أي ليس هناك قالب معين نقيس عليه ما إذا كانت المرحلة الثانية للدورة الجنسية لإنسان معين على وجه الخصوص طبيعية أم أطول من اللازم، إذن ما المقياس لنعلم ما إذا كنا لا نعاني من حالة غير طبيعية أم لا؟!
وهنا أجيب عن هذا السؤال الذي ما أكثر ما أُُُُسأل عنه فأقول إنك أنت المقياس!! نعم إنه أنت نفسك، فالمسألة هي توءمة جسدية نفسية بحتة، فإذا شعرت أنك لم تصل بعد لقمة المتعة ولكن انتهت المرحلة الثانية للدورة جسديا فقط، فهناك خطأ ما فيما يتعلق بالمدة، ونفس الشيء إذا حدث العكس، أي إذا شعر الإنسان أنه يريد أن ينهي المرحلة الثانية بالثالثة، ولكن طالت مدة المرحلة الثالثة دون الوصول إلى نهايتها، وبذلك نظل في المرحلة الثانية رغما عنا.. هذا هو بيت القصيد.. هذه الكلمة الصغيرة "رغما عنا"، أي أن المقياس لكل إنسان هو حدوث الانفعال الحسي والوظيفة الجسدية بشكل انسيابي ومتكامل أما إذا اصطدمت إحداهما بالأخرى من ناحية المدة بشكل عام- وهو موضوعنا هنا- فهذا هو المقياس الوحيد لكون المرحلة الثانية للدورة الجنسية قصيرة أم طويلة.
كيف ينتقل الإنسان من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة؟
يكون الدخول من المرحلة الثانية إلى الثالثة في الدورة الجنسية دخولا عاطفيا تلقائيا تقوده التوءمة الكائنة بين الوظيفة والأحاسيس كما سبق وأشرنا فلا يجب الفصل بينهما بكلمة صريحة عن الرغبة في الانتقال من الطرفين بحركة مفاجئة أو أن يخرج من الحالة المزاجية خروجا صريحا يظهر للطرف الآخر، بحيث يكون التطور طبيعيا ومحمودا ومرغوبا فيه ولا يكون كالذي أفاق نائما ليعطيه منوما...
ما المرحلة الثالثة من الدورة الجنسية؟
وأخيرا وبعد كل ما أشرنا إليه من آداب وتنبيهات متعلقة بالمرحلة الثانية من الدورة الجنسية وما حولها وكيفية إنهائها أو الانتهاء منها، وبعد أن أشرنا اسما إلى المرحلة الثالثة من الدورة الجنسية، من المؤكد أن هناك سؤالاً الآن يلح على الذهن وهو ما المرحلة الثالثة –إذن- من الدورة الجنسية؟ وأجيب أصدقاءنا فأقول إن المرحلة الثالثة هي مرحلة التتويج للعلاقة الجنسية الحميمة، فهي بحق قمة الحميمية في العلاقة الزوجية على الإطلاق، ففيها يتكامل الزوجان روحا وحسا وأيضا...جسدا...
بالطبع الآن عرفنا ما المرحلة الثالثة في الدورة الجنسية. هي بالفعل مرحلة الجماع الفعلي أو الممارسة الجنسية الصريحة، والتي تحدث بإدخال العضو الذكري في القناة المهبلية الأنثوية، وهنا يجب أن أشير إلي أن إسباق هذه المرحلة بالمرحلة السابقة (المرحلة الثانية للدورة الجنسية) هي قمة تجسيد التكامل الوظيفي الذي فطر الله عليه جسم الإنسان في كل خلية فيه، ولكن ربما تكون الوظائف الفسيولوجية التكاملية في جسد الإنسان غير ظاهرة للعين المجردة، فمعظمها يحدث داخل الجسم تحت ستر الجلد والعظام والعضلات، أما في الوظيفة الجنسية تحديدا، فكل شيء ظاهر أمام عين كل إنسان، فكل ما حدث سابقا في المرحلة الثانية كان تجهيزا صريحا وواضحا للمنطقة التي ستقوم بوظيفة الجماع لتسهيل هذه العملية، وجعلها غير مؤلمة، وتحويلها من مجرد وظيفة ينتهي بها الإنسان من مأربه في شريكه، إلى ممارسة لنشاط ممتع بالنسبة للطرفين، مما يحبب العلاقة إلى قلوبهم، ويجعلهم يتوقون إليها مرة بعد مرة.
هل العلاقة الزوجية مجرد علاقة جسدية؟
وهناك أيضا أبعاد اجتماعية لهذه العلاقة بهذا الشكل النقي الحلال، مثل: توق كلا الطرفين لعلاقته مع الآخر يجعله يحسن من معاملته الحياتية له، ويضفي شيئا من الود الدائم على الأوقات المشتركة في سبيل الفوز بلقاء جنسي متكامل جسديا وحسيا، وخاصة هذا الجانب الحسي الذي خص به الله الإنسان دون غيره من المخلوقات، والذي هو يضيف النكهة المستساغة على العلاقة.
مازلنا مع الدورة الجنسية والحلقة الرابعة والأخيرة من هذا الموضوع الشيق، والذي تتجلى فيه قدرة الله تعالى وعظمة خلقه وجمال التكامل بين الشكل والوظيفة والأحاسيس وتطور الأحداث والفن في الانتقال بين مرحلة وأخرى في الدورة الجنسية، وأنه لاتبدأ إحداها حتى تكون سابقتها قد أفسحت لها المجال ورتبت لها الظروف للحصول على أحسن النتائج أو بالأحرى أمتع الأوقات، و المرحلة الثالثة من الدورة الجنسية أو مرحلة الممارسة الفعلية والتي تتم بالإيلاج أو إدخال العضو الذكري (القضيب) في القناة المهبلية لدى المرأة.
هل هذه الوظيفة ممتعة؟! وهل هي أكثر إمتاعا من المرحلة الثانية التي استرسلنا في وصف مدى تأثيرها الإمتاعي الإيجابي على جنبات النفس؟
دعونا أولا نفسر هذه المرحلة المرحلة من الناحية الطبية كما تحدث تماما. إن النظرية التي استند عليها الطب الصيني وعلم الإبر الصينية هي الاتصال بين الجهاز العصبي لدى الانسان وجلده، وهذا يرجع لكون هذين العضوين يعودان لأصل جنيني واحد وهو طبقة الـ ectoderm (الأديم الظاهري أو الخارجي)، ونفس هذه النظرية هي التي تسبب الإحساس بالنشوة الجنسية عند تلامس الجلد المحيط بالقضيب للطبقة المبطنة للمهبل، أخذا في الاعتبار المراحل السابقة لتلك المرحلة في الدورة الجنسية ذاتها، والتي بفضلها يكون الإنسان مستعدا للتفاعل الحسّي، فيقوم التلامس بين العضوين الذكري والأنثوي بالضغط على مفتاح توصيل الكهرباء التي تصل بين هذه المناطق والمناطق الأخرى في الجهاز العصبي والنخاع الشوكي، وأيضا في الأحشاء مما ينتج عنه الإحساس بالمتعة الشعورية، والحركة الخفيفة التي تحدث في الأمعاء والأحشاء، والتي يسميها البعض بالـ "مغص الممتع" والذي يصاحب الأداء الجنسي، هذا فضلا عن التأثير على جميع سائر أجزاء الجسد ولكن قد يكون ذلك غير ملحوظ بسبب طغيان الإحساسين الشعوري والحشوي على العملية الجنسية.
أمّا عن هذا الشعور وكيفية توصيله داخليا فهو عن طريق النهايات العصبية الموجودة في جدران المهبل والقضيب وهذه الأعصاب حسّاسة لأكثر من نوع من الأحاسيس ولكن أهمها الحرارة (الدفء) والضغط والتمدد، وهذه الأحاسيس الثلاثة تحديدا هي ما يحتاج إليه الناس في الأداء الجنسي سواء عند الرجل أو المرأة، فالدفء يتحقق بتلامس العضوين (حرارة37ْ) والضغط يتحقق للطرفين في آن واحد بضغط العضوين على بعضهما البعض وانضغاطهما في ذات الوقت.
أمّا التمدد فهذا هو بيت القصيد، فهو الطريق الأسرع في توصيل التيار الكهربائي-إذا جاز التعبير- ويتسبب في ارتفاع سريع ومفاجئ وشديد في مستوى غاز أوكسيد النيتريك في الدم حتى يصل إلى الدرجة القصوى فيحدث العكس بانخفاض مستواه انخفاضا مفاجئا، فكيف يحدث هذا؟ يحدث باستمرار الاحتكاك جيئة وذهابا بين العضوين الذكري والأنثوي بحيث يتمدد الجلد الذكري والجدار المهبلي الأنثوي بشكل مستمر لمدة متفاوتة بين كل زوج وآخر وكل زوجة وأخرى، فتستمر-كما سبقت الإشارة- الزيادة في كمية أوكسيد النيتريك حتى يقل فجأة في الدم، وهنا تكون الإثارة قد وصلت إلى أعلى معدلاتها، والتي تتوج بالقذف عند الرجل والمرأة وهي مرحلة "الشبق" المسماة في كتب الطب الجنسي بـ "متعة المتع"، ثم ينخفض مستوى الاستمتاع فورا ولكن تدريجيا، أمّا بالنسبة للذكور، فلابد لهم من العودة إلى مرحلة الأساس مرة أخرى (Baseline) كما لابد لهم من مرور بعض الوقت قبل بداية دورة جنسية جديدة، أي قبل القدرة على حدوث انتصاب آخر.
وتختلف مدة هذا الوقت من إنسان لآخر ومن سن لآخر، ومن شخصية إلى أخرى، كما تختلف أيضا باختلاف الظروف المحيطة من مثيرات جنسية وحالة اجتماعية، ومحيط عائلي واجتماعي و...و...و...
أما بالنسبة للمرأة، فالأمور لا تسير على نفس النمط بعد حدوث الشبق(أي بعد نهاية المرحلة الثالثة)، ولكن يمكن لها أن تحصل على أكثر من شبق على التوالي دون العودة إلى مرحلة اللاإثارة، ثم تعود إلى تلك المرحلة فيما بعد حين ينتهي اللقاء الجنسي أو يصل الرجل إلى شبقه (القذف).
وعلى ذلك يتجلّى لنا كرم الله تعالى وقدرته في تعويض المرأة عن الوقت الأطول الذي تستغرقه في الإثارة الجنسية بمنحها القدرة على الوصول لأكثر من شبق أثناء اللقاء الجنسي ذاته، وهذا شيء يحبه الزوج ويحرص عليه؛ حيث إن هذا مثير جنسي قوي له -كما أسبقنا-، كما عوّض الله المرأة أيضا بقدرتها على الوصول إلى الشبق من الطريق الخارجي (البظري) والداخلي وهو المهبلي الذي أشرنا إليه اليوم، وبذلك تكون قد استمتعت وأمتعت زوجها بشبقها الخارجي في أثناء المرحلة الثانية للدورة الجنسية ثم بشبقها الداخلي الذي قد يصادف شبق زوجها في نفس توقيته أو توقيت مقارب له مما يضفي علي العلاقة المزيد والمزيد من التقارب والاستمتاع.
ثم ينتهي اللقاء الجنسي بالعودة بالكيان الزوجي إلى كيانين جسديين منفصلين كأول الأمر، ولكن يبقى كيان روحي واحد يجمعهما كما قال الله تعالى في سورة الروم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا...." أي أن كل زوجين قد خلقهما الله من نفس واحدة ولكنهما تشتتا إلى حين، وهذا الحين هو أوان لقائهما مرة أخرى حتى يجتمعا تحت سقف واحد وبين نفس الجدران.
ما أهمية المرحلة الرابعة من الدورة الجنسية؟
المرحلة الرابعة من الدورة الجنسية تساهم بشدة في تحقيق بقاء الود واستمرار شعور كل من الزوجين أنّه بالفعل يشكل نصف كيان الآخر.
ونعرّف هذه المرحلة بمرحلة العودة إلى اللا "إثارة" وفيها يكون الزوجان غير مستعدين للاستثارة لا باللفظ ولا بالقول ولا بالفعل، وعلى ذلك يكون التصرف الصحيح أثناء هذه الفترة التي يشعر فيها كل منهما بالإنهاك الجسدي والحسّي، هو الأحاديث الخفيفة والكلام الودّي اللطيف الخالي من الإثارة أو الشكاوي أو الانفعالات، فهذا يكون محببا للقلب ومصفيا للذهن ومضاعفا للشعور بالسعادة باللقاء الجسدي الذي ما لبث أن انتهى..
هذه هي الوظيفة الجسدية الروحية الحسية المركبة التي حببها الله تعالى لقلوب عباده، وحبّب السعي إليها، ونصح الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) الشباب بالإسراع بالزواج من أجل التعجيل بتحقيقها والاستمتاع بها لتحقيق التحصين والعفاف لكل من الزوجين.
اتمنى ان اكون قد اوضحت الامر لكم بصورة متكاملة من اجل الوصول بالعلاقة الزوجية الى بر الامان
شكرا جزيلا
د. ماجدة فهمى
الدورة الجنسية هي دورة الإحساس بالإثارة الجنسية منذ ولادته إلى نهايته، أى منذ الحالة العادية للإنسان غير المثار، إلى عودة هذا الإنسان مرة أخرى، مرورا بكل حالات الإحساس بالإثارة الجنسية، فما هذه المراحل؟!
الدورة الجنسية لكل من الرجل والمرأة مقسمة إلى أربع مراحل، وترتيبها كما يلى:
مرحلة التنبيه الحسي:
وهي بداية الانتقال من الحالة الطبيعية للإنسان إلى مرحلة الإثارة الجنسية، وهي تنتج عن استقبال مؤثرات خارجية وانتقالها إلى داخل الجسم حيث تقوم بمهمتها، وبالطبع هناك وسيلة لهذا الانتقال، كما أن هناك طرقا أخرى تسري فيها تلك الأحاسيس، أما الوسيلة، فهي أي من الحواس الخمس التى تمثل الاتصال بين الإنسان وبين العالم الخارجي، فهذه الحواس (واحدة أو أكثر منها) بمثابة زر التشغيل الذى يقوم بتوصيل التيار الكهربائي لبداية توليد الطاقة، أما هذه الحواس فهي كما نعلم: النظر، والسمع، واللمس، والشم، والتذوق، أما أهمها و الأكثر قدرة على بداية التنبيه الحسي الخاص بالإثارة الجنسية فهو "النظر"، أى حاسة البصر، وذلك لأن نطاق النظر هو الأكبر والأطول على الإطلاق، فيمكن للإنسان أن يرى الأشياء عن بعد وعن مسافة طويلة فى حين أنه بالنسبة لباقي الحواس يتحتم التقارب لتحقيق التنبيه عن طريق الحواس الأخرى، ولذلك فقد أمرنا الله بغض البصر لارتباط ذلك ارتباطا مباشرا بالإثارة الجنسية، التي قد تكون الطريق لارتكاب واحدة من أكبر الكبائر وهي الزنا، فقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون" صدق الله العظيم . "سورة النور الآية 30". ونرى فى هذه الآية الكريمة الارتباط بين غض البصر وحفظ الفرج، فسبحان الخالق العظيم العليم بعباده وخلقه وشؤونهم وغرائزهم، وكيفية التغلب على هذه الغرائز الملحة عليهم، وأولها غض البصر.
أما بالنسبة للحاسة التالية فى الدور بالنسبة للقدرة على الإثارة، فهى حاسة السمع، ومن المعروف أن الرجال أكثر حساسية للتنبيه الحسي والإثارة الجنسية،ـ ولذلك كان أمر الله تعالى فى كتابه العزيز للمؤمنات بأن يتحدثن بطريقة سوية وألا يستخدمن الطرق الملتوية فى الحديث، ولا الكلام الذى يحتمل أكثر من معنى حيث قد يوحي البعض منه بإيحاءات قد تجر الإنسان إلى معصية الزنا أيضا، تلك المعصية التى تهز عرش الرحمن سبحانه وتعالى، وتحمل الإنسان لقب "زان" فيصيبه جم غضب الله في الدنيا والآخرة، ولذلك وجه الله تعالى أمره للنساء ينهاهن عن الميوعة فى الحديث قائلا: "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض" صدق الله العظيم. والخضوع بالقول هو تغيير نمط الصوت إلى الدلال، وعدم الجدية فى الحديث، والتلفظ بألفاظ تحتمل أكثر من معنى..
عودة إلى المرحلة الأولى من الدورة الجنسية فنقول إنه ليس شرطا أبدا أن تنتهي هذه المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، وهو التطور الطبيعي للدورة الجنسية، ولكن قد تعود الأمور إلى سيرتها الأولى فور انقضاء المؤثر البصري أو السمعي أو المؤثرات الأخرى، مثل أن يرى الشاب فتاة، ولا يغض بصره، وخاصة إذا كانت الفتاة ترتدي ملابس غير لائقة فتكون فتنة سائرة على الأرض،فيحدث له التنبيه الحسي المبدئي، ولكن فور انتهاء هذا المنظر تعود الأمور إلى ما كانت عليه من سيرتها الأولى، ويستأنف الشاب وقته أو ما كان يفعله بشكل عادي.
أما سبب الإثارة الجنسية سواء عند الرجل أو المرأة فهو "هرمون الذكورة "Testosterone، وبالطبع يمكننا أن نستنج بعد معرفة هذه الحقيقة العلمية لماذا تكون الرغبة الجنسية أعلى كثيرا عند الرجل منها عند المرأة، ذلك لأن كمية الهرمونات عند المرأة قليلة، وأرجو ألا يتعجب القارئ حال سماع هذا الكلام عن وجود هرمونات ذكرية عند المرأة،فهناك أيضا هرمونات أنثوية عند الرجل، وهذه الكمية البسيطة من الهرمونات الذكرية والأنثوية تفرز عند الجنسين بنفس القدر من الغدة الجاركلوية(الكظرية) ولكن يزيد على هذا القدر المتواضع عند الذكور تلك الكميات الهائلة من هرمونات الذكورة وخاصة بعد البلوغ،أما عند الإناث فتزيد أو، بمعنى أدق، تبدأ هرمونات الأنوثة في الإفراز من المبيضين بعد البلوغ.
أعرض هذه الحقيقة العلمية لشرح الفرق في المرحلة الأولى للدورة الجنسية بين الذكر والأنثى، فبداية المرحلة الأولى-التنبيه الحسّي- عند الأنثى أو الفتاة ليست بهذه السهولة التي تحدث بها عند الشاب، ولكنها تحتاج لوقت أطول ولمثيرات أكثر وضوحا ولدعوة أكثر صراحة حتى تنتبه مراكزها الحسية ويبدأ التقاط هذا الخيط الشعوري وتوجيهه إلى الطريق العصبي الخاص بالشعور الجنسي، ثم تبدأ الدورة الجنسية عندها بنفس ترتيب الأحداث ولكن بعد بداية مختلفة.
تلك كانت إشارة للمرحلة الأولى من الدورة الجنسية،وهي النقلة بين الحالة العادية للإنسان وحالة الانتشاء الحسّي الخاص بالإثارة الجنسية،وهي أيضا الجسر الذي يعبر بالإنسان إلى المرحلة الثانية من الدورة الجنسية .
المرحلة الثانية :
وهي مرحلة الإثارة الجنسية الصريحة، أو هي الجسر الذي يقود هذا المخلوق الذي فضّله الله تعالى على سائر المخلوقات إلى أكثر الأحاسيس البشرية متعة على الإطلاق، وهو إحساس الإثارة الجنسية، وهذا هو الاسم المطلق على المرحلة الثانية من الدورة الجنسية: "مرحلة الإثارة الجنسية"...
ماذا يحدث داخل الجسم أثناء هذه المرحلة؟!
إن هذه المرحلة الثانية تبدأ بالتقاط خيط التنبيه الحسيّ من الأعصاب الطرفية التي التقطت المثيرات الحسّية بدورها في بداية الدورة الجنسية، تلك المثيرات التي فتح المجال لها لتتوغل في الجهاز العصبي حيث وجود نية لاستمرار أو استيفاء الدورة الجنسية، ومع استمرار انتقال الإشارات العصبية، ينتبه مركز الحس الجنسي في المخ إلاّ أن الدورة الجنسية مستمرة ولم تقف عند حد التنبيه، فيبدأ في التقاط العديد والعديد من الإشارات العصبية والتي تصل إلى حد يجعله يبدأ في إصدار أوامر بدوره إلى الغدة المجاورة له حيث تبدأ تلك الغدة في إفراز مواد كيماوية عدة أهمها على الإطلاق في هذا السبيل هو غاز سائل يسمى أوكسيد النيتريك"NO3 "-وهو المعروف بغاز الضحك- هذا الغاز ذو التأثير السحري الغريب الذي يؤثر على الجهاز العصبي في المقام الأول فضلا عن قدرته على التأثير على كل أجزاء الجسم، فيصيب الجسد حسّياً بحالة من السعادة والانتشاء، ويصيب جميع الأنسجة العضلية في الجسم بالانقباض، ويضع جميع الأعصاب الطرفية في حالة استعداد لاستقبال أقل مثير حسّي لتتم ترجمته إلى الإحساس الجنسي، تلك الأنسجة العضلية الدقيقة تشمل في المقام الأنسجة الانتصابية مثل تلك التي في الأعضاء الجنسية الذكرية والأنثوية على حد سواء، وأيضا بصيلات الشعر على مدار الجسم، فضلا عن بعض الأماكن الأخرى المتفرقة.
هل لهذه المرحلة حد أقصى تنتهي عنده؟
ومما يعرفه البعض ويجهله الكثيرون أن هذه المرحلة من الدورة الجنسية لها حد أدنى من حيث الوقت، ولكن ليس لها حد أقصى تقريبا، بمعنى أنه قد يطول بها الوقت ويطول ويطول إلى أن يصل إلى ساعات وساعات، أمّا الحد الأدنى لها فهو ثابت نسبيا، فهو بالنسبة للذكور حوالي بضعة دقائق، أما بالنسبة للإناث فهو أطول نوعا بحيث يمكن أن يصل إلى ما بين عشرة وعشرين دقيقة في أحسن الأحوال العادية.
أمّا استمرارية هذه المرحلة فهي تكون عن طريق المداومة على استقبال الإشارات العصبية ثم نقلها إلى الجهاز العصبي المركزي (مركز الحسّ الجنسي) ثم إعطاء الأوامر للغدة، فإفراز أوكسيد النيتريك.....إلخ.. وتتكرر العملية وبشكل أكثر دقة.
ماذا يفعل هذا الغاز السائل؟
نقول إن هذا الغاز السائل يقوم بفتح بوابات الأعضاء الجنسية عند الذكر والأنثى أمام تدفق الدماء إليها، وتكون هذه هي الإجابة العضوية على الإثارة العصبية الحسية، فتستعد الأعضاء لأداء الوظيفة المنوطة بأدائها، وهي وظيفة العلاقة الزوجية الحميمة، هذا التدفق للدماء إلى الأعضاء الجنسية هو ما يسمى ب"الانتصاب"، وربما يتعجب البعض حين يعلم أنها تحدث للذكور والإناث على حد سواء، ولكنها معروفة باختصاصها للذكور حيث إن هذا الطرف هو الإيجابي في العلاقة بحيث يؤدي غياب وظيفة الانتصاب عند الذكور لعدم تمام العلاقة الجسدية، بل لعدم بدايتها أصلا، أمّا بالنسبة للأنثى، فكونها طرف مستقبل للعلاقة، فوظيفة الانتصاب عندها مجرّد استكمال لتجاوبها واستمتاعها بالعلاقة وليست وظيفة أساسية فيها، حيث إنه مسموح بإقامة علاقة زوجية صحيحة وسليمة تماما دون حدوث حالة الانتصاب للزوجة، ولكن ليس في كل مرة، حدوث هذه الحالة للزوجة أيضا يمكّنها من التجاوب بشكل أكبر مع زوجها أثناء هذه المرحلة الثانية من الدورة الجنسية التي هي موضوع مقالنا اليوم، بحيث تكون نهاياتها العصبية في حالة تأهب قصوى لاستقبال أقل المثيرات العصبية التي تأخذ دورتها بدورها داخل الجسد على الحال الذي أشرنا إليه سلفا في أول المقال.
ومما سبق نلخّص فنقول إن المرحلة الثانية من مراحل الدورة الجنسية هي أكثر المراحل متعة على مستوى التصرف الإنساني حيث إن التحكم في وقتها من حيث التطويل أو القصر تحت التصرف بشكل نسبي، أيضا نقول إن لها حد أدنى وهو أقصر عند الذكر منه عند الأنثى، بعدها ننتقل إلى مرحلة الممارسة الزوجية الفعلية، وأحسن صورها هي حدوث التجاوب من الطرفين على حد سواء بحيث تصل العلاقة إلى أفضل صورها، بحيث تستمر هذه المرحلة من الدورة الجنسية أطول مدة ممكنة حيث إن هذه هي المرحلة الوحيدة من مراحل الدورة الجنسية القابلة للتطويل أو بمعنى آحر للتحكم في مدتها، وكلما طالت مدتها كلما زادت كمية الاستمتاع الإنساني بهذه الوظيفة شريطة الأخذ في الاعتبار أن المرأة -أو الأنثى بشكل عام- تستغرق وقتا أطول كثيرا لوصولها لنفس مستوى إثارة الرجل، ولذلك قال الله تعالى في كتابه العزبز في سورة البقرة وكان موجها حديثه للرجال "...وقدموا لأنفسكم". وكان سياق الآية يُقصد به العلاقة الزوجية الحميمة بين الرجل والمرأة، فأحب الله أن يلفت نظر الرجل لنقطة عدم قدرة المرأة على سرعة الاستجابة الحسّية له بنفس القدر الذي يثار به هو.
في منتصف الدورة الجنسية، وتحديدا عند أخر المرحلة الثانية الشهيرة، والتي قلنا عنها إنها من أهم المراحل على الإطلاق، حيث إن فيها أكثر التغيرات الجسمانية المرئية لإجابة رغبة الإنسان الحسية في صورة جسدية ملموسة.
وتستمر هذه المرحلة إلى أن يقرر الإنسان أنه نال كفايته منها أو وصل إلى الحد الأقصى من الإثارة الجنسية الذي يرغب عنده في إنهاء الدورة الجنسية أو الوظيفة الجسدية المرتبطة بالغريزة الحسية الجنسية، وهنا يجب أن نشير إلى بعض الأشياء المهمة.
آداب المعاشرة الزوجية
أولا: يجب أن يظل الإنسان متذكرا أن له شريك في هذه العلاقة، ولذا يجب أن يوضع هذا الشريك في الصورة دوما في مسألة تطويل أو تقصير أو إنهاء المرحلة الثانية من الدورة الجنسية، وقد يسأل القارئ: وكيف يتأتى ذلك؟! وهنا أقول إنه يجب أن ينتهي الخجل من الزوجين بمجرد إتمام عقد الزواج، وعلى ذلك يكون هناك من الضرورة حوار دائر بين الزوجين، وحتى أثناء العلاقة الحميمة حول ما يمتع كل منهما، وحول تطور الإحساس بالإثارة عند كليهما، وأيضا تحري رغبة الآخر في إنهاء هذه المرحلة من عدمه، وتحري رغبة الآخر في الاستمرار لآونة أخرى لأن هذا هو حق لكل منهما وهي أوقات متعة حلال مجانية وما دامت لا تطغى على موعد صلاة أو عبادة، أو تجور على ساعات العمل، فلكل منهما الحق المطلق في إطالتها والاستمتاع بها كما يحلو له.
ثانيا: ربما اختلف القالب الجنسي لواحد منهما عن الآخر في مسألة وقت الاستمتاع أو توقيت الوصول للحد الأقصى من المتعة، فإن كان أحدهما قد وصل لهذا الحد دون الآخر، فعليه انتظار هذا الشريك حتى يوفي حقه فيها، وقد يبدو للقارئ أن هذا قد يكون مرهقا أو راغما للطرف الذي يصل إلى الحد الأقصى من الإثارة أولا، ولكني أعود فأقول إن الاستزادة من المتعة لا تكدر ولا تضر أبدا، وإن كنت أشرت لهذه المرحلة كحد أقصى فلست أقصد بها أنه لا يمكن الاستزادة بعده، ولكني أقصد أنه يمكن استيفاء المتعة الحسية كاملة بالاكتفاء به، ولذا، من المكن، بل من المستحسن أن ينتظر الطرف الأول، الطرف الآخر حتى يرضى عن إنهاء هذه المرحلة، وتلك ستكون فائدة مزدوجة ومتعة مضاعفة للطرفين.
ما مقياس الحد الأقصى لهذه المرحلة؟
ليس هناك حد أدنى محسوب بالدقائق أو الساعات ولا حد أقصى لهذه المرحلة، أي ليس هناك قالب معين نقيس عليه ما إذا كانت المرحلة الثانية للدورة الجنسية لإنسان معين على وجه الخصوص طبيعية أم أطول من اللازم، إذن ما المقياس لنعلم ما إذا كنا لا نعاني من حالة غير طبيعية أم لا؟!
وهنا أجيب عن هذا السؤال الذي ما أكثر ما أُُُُسأل عنه فأقول إنك أنت المقياس!! نعم إنه أنت نفسك، فالمسألة هي توءمة جسدية نفسية بحتة، فإذا شعرت أنك لم تصل بعد لقمة المتعة ولكن انتهت المرحلة الثانية للدورة جسديا فقط، فهناك خطأ ما فيما يتعلق بالمدة، ونفس الشيء إذا حدث العكس، أي إذا شعر الإنسان أنه يريد أن ينهي المرحلة الثانية بالثالثة، ولكن طالت مدة المرحلة الثالثة دون الوصول إلى نهايتها، وبذلك نظل في المرحلة الثانية رغما عنا.. هذا هو بيت القصيد.. هذه الكلمة الصغيرة "رغما عنا"، أي أن المقياس لكل إنسان هو حدوث الانفعال الحسي والوظيفة الجسدية بشكل انسيابي ومتكامل أما إذا اصطدمت إحداهما بالأخرى من ناحية المدة بشكل عام- وهو موضوعنا هنا- فهذا هو المقياس الوحيد لكون المرحلة الثانية للدورة الجنسية قصيرة أم طويلة.
كيف ينتقل الإنسان من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة؟
يكون الدخول من المرحلة الثانية إلى الثالثة في الدورة الجنسية دخولا عاطفيا تلقائيا تقوده التوءمة الكائنة بين الوظيفة والأحاسيس كما سبق وأشرنا فلا يجب الفصل بينهما بكلمة صريحة عن الرغبة في الانتقال من الطرفين بحركة مفاجئة أو أن يخرج من الحالة المزاجية خروجا صريحا يظهر للطرف الآخر، بحيث يكون التطور طبيعيا ومحمودا ومرغوبا فيه ولا يكون كالذي أفاق نائما ليعطيه منوما...
ما المرحلة الثالثة من الدورة الجنسية؟
وأخيرا وبعد كل ما أشرنا إليه من آداب وتنبيهات متعلقة بالمرحلة الثانية من الدورة الجنسية وما حولها وكيفية إنهائها أو الانتهاء منها، وبعد أن أشرنا اسما إلى المرحلة الثالثة من الدورة الجنسية، من المؤكد أن هناك سؤالاً الآن يلح على الذهن وهو ما المرحلة الثالثة –إذن- من الدورة الجنسية؟ وأجيب أصدقاءنا فأقول إن المرحلة الثالثة هي مرحلة التتويج للعلاقة الجنسية الحميمة، فهي بحق قمة الحميمية في العلاقة الزوجية على الإطلاق، ففيها يتكامل الزوجان روحا وحسا وأيضا...جسدا...
بالطبع الآن عرفنا ما المرحلة الثالثة في الدورة الجنسية. هي بالفعل مرحلة الجماع الفعلي أو الممارسة الجنسية الصريحة، والتي تحدث بإدخال العضو الذكري في القناة المهبلية الأنثوية، وهنا يجب أن أشير إلي أن إسباق هذه المرحلة بالمرحلة السابقة (المرحلة الثانية للدورة الجنسية) هي قمة تجسيد التكامل الوظيفي الذي فطر الله عليه جسم الإنسان في كل خلية فيه، ولكن ربما تكون الوظائف الفسيولوجية التكاملية في جسد الإنسان غير ظاهرة للعين المجردة، فمعظمها يحدث داخل الجسم تحت ستر الجلد والعظام والعضلات، أما في الوظيفة الجنسية تحديدا، فكل شيء ظاهر أمام عين كل إنسان، فكل ما حدث سابقا في المرحلة الثانية كان تجهيزا صريحا وواضحا للمنطقة التي ستقوم بوظيفة الجماع لتسهيل هذه العملية، وجعلها غير مؤلمة، وتحويلها من مجرد وظيفة ينتهي بها الإنسان من مأربه في شريكه، إلى ممارسة لنشاط ممتع بالنسبة للطرفين، مما يحبب العلاقة إلى قلوبهم، ويجعلهم يتوقون إليها مرة بعد مرة.
هل العلاقة الزوجية مجرد علاقة جسدية؟
وهناك أيضا أبعاد اجتماعية لهذه العلاقة بهذا الشكل النقي الحلال، مثل: توق كلا الطرفين لعلاقته مع الآخر يجعله يحسن من معاملته الحياتية له، ويضفي شيئا من الود الدائم على الأوقات المشتركة في سبيل الفوز بلقاء جنسي متكامل جسديا وحسيا، وخاصة هذا الجانب الحسي الذي خص به الله الإنسان دون غيره من المخلوقات، والذي هو يضيف النكهة المستساغة على العلاقة.
مازلنا مع الدورة الجنسية والحلقة الرابعة والأخيرة من هذا الموضوع الشيق، والذي تتجلى فيه قدرة الله تعالى وعظمة خلقه وجمال التكامل بين الشكل والوظيفة والأحاسيس وتطور الأحداث والفن في الانتقال بين مرحلة وأخرى في الدورة الجنسية، وأنه لاتبدأ إحداها حتى تكون سابقتها قد أفسحت لها المجال ورتبت لها الظروف للحصول على أحسن النتائج أو بالأحرى أمتع الأوقات، و المرحلة الثالثة من الدورة الجنسية أو مرحلة الممارسة الفعلية والتي تتم بالإيلاج أو إدخال العضو الذكري (القضيب) في القناة المهبلية لدى المرأة.
هل هذه الوظيفة ممتعة؟! وهل هي أكثر إمتاعا من المرحلة الثانية التي استرسلنا في وصف مدى تأثيرها الإمتاعي الإيجابي على جنبات النفس؟
دعونا أولا نفسر هذه المرحلة المرحلة من الناحية الطبية كما تحدث تماما. إن النظرية التي استند عليها الطب الصيني وعلم الإبر الصينية هي الاتصال بين الجهاز العصبي لدى الانسان وجلده، وهذا يرجع لكون هذين العضوين يعودان لأصل جنيني واحد وهو طبقة الـ ectoderm (الأديم الظاهري أو الخارجي)، ونفس هذه النظرية هي التي تسبب الإحساس بالنشوة الجنسية عند تلامس الجلد المحيط بالقضيب للطبقة المبطنة للمهبل، أخذا في الاعتبار المراحل السابقة لتلك المرحلة في الدورة الجنسية ذاتها، والتي بفضلها يكون الإنسان مستعدا للتفاعل الحسّي، فيقوم التلامس بين العضوين الذكري والأنثوي بالضغط على مفتاح توصيل الكهرباء التي تصل بين هذه المناطق والمناطق الأخرى في الجهاز العصبي والنخاع الشوكي، وأيضا في الأحشاء مما ينتج عنه الإحساس بالمتعة الشعورية، والحركة الخفيفة التي تحدث في الأمعاء والأحشاء، والتي يسميها البعض بالـ "مغص الممتع" والذي يصاحب الأداء الجنسي، هذا فضلا عن التأثير على جميع سائر أجزاء الجسد ولكن قد يكون ذلك غير ملحوظ بسبب طغيان الإحساسين الشعوري والحشوي على العملية الجنسية.
أمّا عن هذا الشعور وكيفية توصيله داخليا فهو عن طريق النهايات العصبية الموجودة في جدران المهبل والقضيب وهذه الأعصاب حسّاسة لأكثر من نوع من الأحاسيس ولكن أهمها الحرارة (الدفء) والضغط والتمدد، وهذه الأحاسيس الثلاثة تحديدا هي ما يحتاج إليه الناس في الأداء الجنسي سواء عند الرجل أو المرأة، فالدفء يتحقق بتلامس العضوين (حرارة37ْ) والضغط يتحقق للطرفين في آن واحد بضغط العضوين على بعضهما البعض وانضغاطهما في ذات الوقت.
أمّا التمدد فهذا هو بيت القصيد، فهو الطريق الأسرع في توصيل التيار الكهربائي-إذا جاز التعبير- ويتسبب في ارتفاع سريع ومفاجئ وشديد في مستوى غاز أوكسيد النيتريك في الدم حتى يصل إلى الدرجة القصوى فيحدث العكس بانخفاض مستواه انخفاضا مفاجئا، فكيف يحدث هذا؟ يحدث باستمرار الاحتكاك جيئة وذهابا بين العضوين الذكري والأنثوي بحيث يتمدد الجلد الذكري والجدار المهبلي الأنثوي بشكل مستمر لمدة متفاوتة بين كل زوج وآخر وكل زوجة وأخرى، فتستمر-كما سبقت الإشارة- الزيادة في كمية أوكسيد النيتريك حتى يقل فجأة في الدم، وهنا تكون الإثارة قد وصلت إلى أعلى معدلاتها، والتي تتوج بالقذف عند الرجل والمرأة وهي مرحلة "الشبق" المسماة في كتب الطب الجنسي بـ "متعة المتع"، ثم ينخفض مستوى الاستمتاع فورا ولكن تدريجيا، أمّا بالنسبة للذكور، فلابد لهم من العودة إلى مرحلة الأساس مرة أخرى (Baseline) كما لابد لهم من مرور بعض الوقت قبل بداية دورة جنسية جديدة، أي قبل القدرة على حدوث انتصاب آخر.
وتختلف مدة هذا الوقت من إنسان لآخر ومن سن لآخر، ومن شخصية إلى أخرى، كما تختلف أيضا باختلاف الظروف المحيطة من مثيرات جنسية وحالة اجتماعية، ومحيط عائلي واجتماعي و...و...و...
أما بالنسبة للمرأة، فالأمور لا تسير على نفس النمط بعد حدوث الشبق(أي بعد نهاية المرحلة الثالثة)، ولكن يمكن لها أن تحصل على أكثر من شبق على التوالي دون العودة إلى مرحلة اللاإثارة، ثم تعود إلى تلك المرحلة فيما بعد حين ينتهي اللقاء الجنسي أو يصل الرجل إلى شبقه (القذف).
وعلى ذلك يتجلّى لنا كرم الله تعالى وقدرته في تعويض المرأة عن الوقت الأطول الذي تستغرقه في الإثارة الجنسية بمنحها القدرة على الوصول لأكثر من شبق أثناء اللقاء الجنسي ذاته، وهذا شيء يحبه الزوج ويحرص عليه؛ حيث إن هذا مثير جنسي قوي له -كما أسبقنا-، كما عوّض الله المرأة أيضا بقدرتها على الوصول إلى الشبق من الطريق الخارجي (البظري) والداخلي وهو المهبلي الذي أشرنا إليه اليوم، وبذلك تكون قد استمتعت وأمتعت زوجها بشبقها الخارجي في أثناء المرحلة الثانية للدورة الجنسية ثم بشبقها الداخلي الذي قد يصادف شبق زوجها في نفس توقيته أو توقيت مقارب له مما يضفي علي العلاقة المزيد والمزيد من التقارب والاستمتاع.
ثم ينتهي اللقاء الجنسي بالعودة بالكيان الزوجي إلى كيانين جسديين منفصلين كأول الأمر، ولكن يبقى كيان روحي واحد يجمعهما كما قال الله تعالى في سورة الروم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا...." أي أن كل زوجين قد خلقهما الله من نفس واحدة ولكنهما تشتتا إلى حين، وهذا الحين هو أوان لقائهما مرة أخرى حتى يجتمعا تحت سقف واحد وبين نفس الجدران.
ما أهمية المرحلة الرابعة من الدورة الجنسية؟
المرحلة الرابعة من الدورة الجنسية تساهم بشدة في تحقيق بقاء الود واستمرار شعور كل من الزوجين أنّه بالفعل يشكل نصف كيان الآخر.
ونعرّف هذه المرحلة بمرحلة العودة إلى اللا "إثارة" وفيها يكون الزوجان غير مستعدين للاستثارة لا باللفظ ولا بالقول ولا بالفعل، وعلى ذلك يكون التصرف الصحيح أثناء هذه الفترة التي يشعر فيها كل منهما بالإنهاك الجسدي والحسّي، هو الأحاديث الخفيفة والكلام الودّي اللطيف الخالي من الإثارة أو الشكاوي أو الانفعالات، فهذا يكون محببا للقلب ومصفيا للذهن ومضاعفا للشعور بالسعادة باللقاء الجسدي الذي ما لبث أن انتهى..
هذه هي الوظيفة الجسدية الروحية الحسية المركبة التي حببها الله تعالى لقلوب عباده، وحبّب السعي إليها، ونصح الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) الشباب بالإسراع بالزواج من أجل التعجيل بتحقيقها والاستمتاع بها لتحقيق التحصين والعفاف لكل من الزوجين.
اتمنى ان اكون قد اوضحت الامر لكم بصورة متكاملة من اجل الوصول بالعلاقة الزوجية الى بر الامان
شكرا جزيلا
د. ماجدة فهمى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق