ليعبدون

الأربعاء، 11 يوليو 2012

أعظم عقوبات القلب


فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكبا على قلبه وصدأه بحسب غفلته 

وإذا صدأ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه 

فيرى الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل
لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم
فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه فإذا تراكم عليه الصدأ واسود وركبه الران 
فسد تصوره وإدراكه فلا يقبل حقا ولا ينكر باطلا
وهذا أعظم عقوبات القلب 

وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى
فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره 
قال تعالى : { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا 

فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر :
هل هو من أهل الذكر أو من الغافلين ؟
وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي 
فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة كان أمره فرطا 
ومعنى الفرط قد فسر بالتضييع 
أي أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به وبه رشده وفلاحه ضائع قد فرط فيه 
وفسر بالاسراف أي قد أفرط وفسر بالإهلاك وفسر بالخلاف للحق وكلها أقوال متقاربة 

والمقصود أن الله سبحانه وتعالى نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات 
فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه
فإن وجده كذلك فليبعد منه وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله تعالى عز و جل واتباع السنة وأمره غير مفروط عليه بل هو حازم في أمره فليستمسك بغرزه .
( ابن القيم في الوابل الصيب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق