ليعبدون

الخميس، 3 مايو 2012

هل فعلاً الرجل سبب تعاسة المرأة؟؟؟؟؟

سيرة و مقــــــالات أ. نوره الصفيري الصحفية




كثيراً ما أسمع من عميلاتي و من غيرهن من النساء عبارات مثل "زوجي حطمني" "أنا كنت مميزة لكن زوجي دمرني" "زوجي أفقدني ثقتي بنفسي" أو "زوجي لايشعرني بقيمتي أو بأنوثتي و بأهميتي أو بمكانتي" والتي تلوم الرجل على ماوصلت إليه المرأة من حال.....






فهل صحيح أن الرجل أو بالأخص الزوج يستطيع فعل كل ذلك؟؟

هل فعلاً علاقة زوجيه غير متكافئة أو سعيدة أو مشبعة ممكن أن تدمرنا كلية وتجعلنا بقايا إنسان؟؟

أم أننا نؤول على الرجل وعلاقتنا به كثيراً؟؟؟؟
 



أنا أستطيع تخيل ردود أفعالكن وتعابير وجوهكن وأنتن تقرأن هذا المقال فلا تعتقدن أنني هنا أدافع عن الرجل بل أنا أساعدكن على تحمل مسئولية نوعية علاقتكن ومشاعركن....والذي جاء كردة فعل للعبارات الدائمة التي أسمعها او أقرئها على مقالاتي..وآخرها مقال"سحر المرأة الماليزية"


حتى أنني في كل مره أبدأ بتدريب المرأة المتشكية على تحمل مسئولية حياتها من خلال تعلم مبادىء السعادة والرضا..وكيف تستطيع أن تتحكم بمشاعرها ترد علي "لكن زوجي رجل لايطاق أو زوجي سيء الخلق أو زوجي لايساعدني" 



فهل فعلاً الزوج أو أي إنسان آخر يستطيع أن يملي علينا مشاعرنا؟؟وكيف نعيش مع ذواتنا أو الأهم كيف نشعر إتجاهها؟؟؟؟ 






روزفلت يقول""

لا أحد يمكنه أن يشعرك بالدونية بدون موافقتك على ذلك" 


وهذه مقولة صحيحه مائة بالمائة ...نعم لن يستطيع أحد مهما كانت أخلاقه سيئة,,,ومهما كانت طباعه شرسة من أن يشعرك بأنك لاشيء من دون موافقتك على ذلك,,من دون أن تكون هناك الأرض الخصبة لزرع تلك الأفكار الخبيثة بداخلك



ابن تيمية كان يردد"

ماذا يفعل أعدائي بي فسجني خلوة..وقتلي شهادة..ونفي سياحة!!!" 



هذا أوضح مثال على تحكم الإنسان في مشاعره وفي طريقة نظره للأمور وتفسيره لها بغض النظر عن الظروف التي يعيشها..لأن مايؤلمنا ليس مايحدث لنا لكن تفسيرنا لما يحدث لنا ورؤيتنا له...


فكل واحده منكم تبدأ بمراجعة المواقف المؤلمة التي حدثت لها مع زوجها لتلاحظ أن ما آلمها ليس ماحدث لكن تفسيرها لماحدث

هو بعلاقة مع أخرى لأنه لا يحبني " " أو ينهرني لأنه مل مني أو يحب يقهرني " وهكذا



أنا لاأنكر حقيقة أن هناك الكثير من النساء تتحطم وتنهار شخصيتها بعد الزواج برجل سيء أو مهمل أو ناقد لكن هذا ليس بسببه فقط لكن بسبب أن هذه المرأة دخلت لهذا الزواج بشخصية هشة ضعيفه قابلة للكسر.










فمن أهم الشروط لتتمتع بعلاقة عاطفية صحيحة وصحية مع شخص آخر أن يكون لديك استقلالية ذاتية وأن تؤمن بأنها حق للطرف الآخر.

وهذا ماتفتقده المرأة العربية والمرأة الخليجية بشكل خاص: الإستقلالية الذاتيه..فنحن نبرمج من الصغر بأنه لاقيمة لك بدون زوج وزواج..وأن قيمتك تنبع من مدى قيمتك لدى زوجك..كما أننا لم نتربى على حب الذات ذلك المصدر الذي يجلب حب الآخرين لنا ....فأنت لا تستطيعين أن تعطي الحب للآخرين وأنت لا تحبي نفسك أولاً.....يجب أن تكوني محبة لذاتك...أن تحبي عقلك....تفكيرك...وحياتك..وجسدك ..هنا فقط تستطيعي أن تكوني شخصاً محباً يشع منه شعور الحب ليغطي كل من حوله. لكن أن كنتِ عاجزة عن حب نفسك، وغير مقتنعة بها كيف ستقنعين زوجك أن يحبها...؟ فأنت النموذج الذي يتعلم منه الآخرين كيف يجب أن يعاملوك. فإحترام الآخرين لنا ينبع أولا وأخير من إحترامنا لأنفسنا، ومعاملة زوجك لك هي رد فعل طبيعي غالباً لما تعاملين به نفسك.







فإن كنت تسيئين معاملتها لا تتوقعي أن يحسن هو معاملتك... إذا كنتِ تبذلين جهدك في البحث عن شخص يمنحك الحب بدلاً من محاولة أن تمنحي الحب لذاتك، فستكونين كالحاوية المثقوبة التي لن تمتلئ أبداً مهما حاولت، فمهما وضع بك سيتسرب من الجهة الآخرى ويتلاشى وجوده بعد فترة .... وهذا ما يحدث عندما تتزوج المرأة التي تفتقد حب الذات...فتجديها تلهث وراء زوجها تتوسل حبه...عاطفته...إعجابه لتشعر بقيمتها...بأنوثتها....بإكتمالها.... لكنه يشعر أنه مهما فعل لايكفي ..فهي لاتكف عن البحث وتوسل المزيد والمزيد من الحب والتأكيد والأهميه لدى زوجها... على الرغم من أن الدراسات تؤكد أن الرجل مسئول عن إشباع 12% من احتياجاتنا العاطفية والبقية
88%
 فهي مسئوليتنا نحن فقط....فقط من 10-12% من احتياجاتنا النفسية الرجل فقط قادر على إشباعها...والبقيه مسئوليتنا نحن فقط لاغير...

فهل تدركين ماذا يعني ذلك؟؟ يعني شعورك بالأهمية,,,التقدير..والإحترام,,,,والحب..والأعجاب.. .و الأمن والأمان...والقبول والرضا..والثقة.. والسعادة...والتفاؤل...والتطور..والتعلم,,,.إلخ مسئولية اشباعها تتوقف غلينا نحن فقط..لو كل سيدة أدركت معنى هذه الدراسة لتجنب الكثير والكثير من المشاكل مع أزواجنا..ولحفظنا على الكثير والكثير من البيوت من الطلاق وخصوصا الطلاق المبكر...فنحن ندخل بالعلاقة ونحن نعاني من الجوع النفسي..ومن الفراغ الداخلي..ومن فقدان الهوية الذاتية ونتوقع أن كل ماينقصنا الزوج فقط مسئول عن إشباعه ....فنطلب..ونلوم..ونبكي..ونتهمه بالأنانية...ونعود الطلب والتوسل والترجي أن يحسسنا بكذا وكذا غير مدركين أننا نحن من يستطيع فعل ذلك من أجلنا...ا لهذا توقفي عن توجيه أصابع الأتهام لزوجك على كل سلبية صغيرة وكبيرة تحدث بحياتك وبشخصيتك..ومزاجك...ونفسيتك... وتحلي بالشجاعة لتتحملي مسئولية علاقتك بذاتك وكيفيه شعورك نحوها..فهذه لا دخل ولا تأثير مباشر لأ ي إنسان به مهما كان هذا الشخص.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق