ليعبدون

الخميس، 17 مايو 2012

"أيوب العبدالمنعم " حافظ لكتاب الله وإمام مسجد ومؤذن توفي بحادث أليم



حساب أخينا ايووووووووووب رحمه الله بتويتر









الأذان بصوت أخينا أيوب العبدالمنعم رحمه الله

هذه الكلمة كتبها الأستاذ الشيخ خالد بن أحمد السبت المدرس في الكلية التقنية في محافظة الزلفي والمشرف على حلقات الأوزاعي التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والأستاذ خالد هو معلم الأخ المهندس الشاب أيوب بن عبدالمنعم العبدالمنعم وقد حفظ الشاب أيوب العبدالمنعم القرآن على يدي الشيخ خالد السبت في عام 1429هـ ثم استمرت صحبته لأستاذه خالد إلى أن توفي في يوم الثلاثاء 17/6/1433هـ وهذه الكلمة كتبها الأستاذ خالد مبيناً شيئاً مما يعلمه من سيرة الشاب أيوب ..

وداعــــــــاً أبا عاصــــم
في يوم الثلاثاء الموافق 17/ 6 / 1433 هـ ودعــت محافظة الزلفي الشاب المهندس أيوب بن عبدالمنعم العبدالمنعم ( أبو عاصم ) وهو في سن العشرين , وكان حافظاً للقرآن متقناً مجوداً , كان حسن الصوت جهورياً , إماماً في جامع ( رياض الجنان) في حي الإزدهار ، معلماً للقرآن في نفس الجامع .
مات بعد أن أمَّ الناس في صلاة الظهر في جامعته التي يدرس فيها _جامعة المجمعة_ إثر حادث أليم، وهو عائد إلى الزلفي، فمات طاهراً متوضأ مصلياً، فاسأل الله سبحانه أن يتقبلك في الشهداء.(قد أفتت اللجنة الدائمة أن الميت إثر حادث ترجى له الشهادة كالميت بالهدم).
كان من المغردين في التويتر، وكان عنوان حسابه في التويتر (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق) .
وكان عنوانه في الواتس أب (لا ترسل إلا ما يرضي ربك).
من تغريداته رحمه الله: "من استشعار رحمة الله: أنه لو قيل لك أن من سيحاسبك أمك لفرحت، فكيف أن من سيحاسبك هو ربك الذي هو أرحم بك من أمك" .
كذلك من تغريداته: "الحياة أبسط من أن تحتاج إلى هذه الجلبة، فخذوها من أقرب وجوهها إنما أنتم مارون لا مقيمون".
يقول عنه شيخه الشيخ ماجد السلمان حفظه الله الذي كان يقرأ عليه أيوب إجازة في القرآن: "مرت عليَّ آية 29 من سورة فاطر (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور) فوجدت أيوب قد طبقها بحذافيرها.
كنت قد باشرت تغسيله رحمه الله، وكنت أسمع دائماً قصصاً تروى أن هناك من يبتسم عند موته، ولم أتخيل ذلك أبداً، حتى رأيت تلك الابتسامة تملأ شفتي أيوب، حتى أني قلت لم حولي هل ترون تلك الابتسامة، أم أني في خيال، فقال أحدهم، بل نرى ما ترى، والله كأنه حي يبتسم لا ينقصه إلا أن يتكلم.
وقد رأته إحدى النساء كبيرات النساء وهي ليست من أقاربه، أنه أتاها في المنام وقال: أنا أيوب العبدالمنعم اذهبي إلى أهلي، وأخبريهم أني سأذهب إلى تلك المزرعة التي يتواجد فيها جدي (أحمد) تقول: المرأة فنظرت فإذا هي جنة خضراء تتعجب من جمالها وحسنها.
وهذه مرثية شاعرنا الخلوق المحبوب علي بن سليمان الحميدي في أيوب:
يارب يا غفار يا قابل التوب 
تغفر لعبد شامخ في مساعيه
ما ماتت أفعاله ولو يرحل أيوب 
حافظ كتاب الله وهذه تكفيه
ثم أتبعها:
قولوا لأهل أيوب عند التعازي 
بالراحل اللي عانق الجدي وسهيل
طاب الوالد والتربيه والمغازي 
مجد ومصحف والمجالس رجاجيل
أيوب كما عرفته
التحق في حلقة (الأوزاعي) التي أُدرس فيها وهو في الصف الثاني متوسط عام 1428هـ، حفظ القرآن وهو في سن الخامسة عشرة , حفظه في سنة ونصف تقريباً.
فكان التحاقه فتحاً للحلقة، ورفعة لمكانتها بعد توفيق الله سبحانه , فكانت الحلقة تقبع في مراتب متأخرة على مستوى حلقات المحافظة فكان ترتيبها ( في الأربعين ) تقريباً وبعد التحاقه أصبحت ( الأولى ) على مستوى المحافظة على مدار سبع سنوات كان حاضراً فيها , وذلك بسبب تميزه وقوة حفظه فكان –رحمه الله– يشارك دائماً في المسابقات التي تطرحها جمعية القرآن، فقد شارك في مسابقات الحلقات ( مستوى ق ) ثم ( مستوى الشعراء ) كمجموعات وفاز بها , ثم شارك في مسابقات الأفراد في خمسة أجزاء وفاز بها , ثم شارك في السنة التي تليها في عشرة أجزاء وفاز بها , ثم شارك في السنة التي تليها في عشرين جزءاً وفاز بها , ثم القرآن كاملاً في هذه السنة قبل شهر من وفاته وفاز بها , ولم يَعْلَمْ بذلك لأن النتائج لم تعلن حتى الآن .
التحق بالحلقة وكان صعب الحفظ لكن كان يواجه ذلك بهمة وقَّادة لا تكاد تجد لها مثيلاً في هذا الوقت, كان يخرج من المدرسة ظهراً ,ثم يذهب إلى البيت للغداء , ثم يخرج إلى المسجد للحفظ , ثم يسمع عصراً أول الطلاب , لا يفتح المصحف من قوة حفظه ثم يرجع إلى مكانه ويبدأ بالحفظ للغد، وبعد انتهاء وقت الحلقة يخرج إلى مسجده المجاور للبيت، ويجلس فيه حتى الساعة التاسعة مساءً كل يوم حتى ختم القرآن , فسألته ذات يوم وكان متفوقاً في دراسته حتى أنه كُرِّم لأخذه الأول على مستوى المحافظة في جائزة الفالح المخصصة للمتفوقين ,وكانت نسبته تقريباً (100%) فقال والله إني لا أفتح الكتاب إلا في المدرسة أما وقتي كله فللقرآن وقد سمحا والديَّ بذلك , فوجدت بركة القرآن في دراستي وتفوقي وتوفيقي .
كان يحفظ في بداياته نصف وجه فقط جلس على ذلك ما يقارب الشهرين , ثم زاد وحفظ وجهاً كاملاً , حتى وصل إلى حفظ مايقارب(7_8) أوجه يومياً في الأجزاء الأخيرة , وقد ختم القرآن في سنة ونصف تقريباً وذلك في رمضان عام 1429هـ ثم بدأ بالقراءة بالتجويد والإجازة وكان ذلك عصراً واستمر على ذلك سنتين ولم يبق إلا ثلاثة أجزاء فقط , وكان ذلك في نهاية عام 1430هـ , بعد ذلك قال لي ( حبب إلي تعليم القرآن ) فبدأ بالتدريس بعد ذلك الحين حتى توفاه الله , وقال لي قبل وفاته بشهر تقريباً سأختم الثلاثة أجزاء قريباً بوقت لا يعارض تدريسي للحلقة فقد تعلقت بتعليم وتدريس القرآن .
كان رحمه الله ذا خلق رفيع , عف اللسان , طيب القلب , بعيداً كل البعد عن الحسد والحقد , والأثرة , وسوء الظن ، وكان لا يضيق ذرعاً بمن يخالفه ولا يسفهه ولا يحتقره .
وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن النكر , شديد الغيرة على محارم الله , وكان يحترق كثيراً على أحوال المسلمين , وخاصة ما يجري الآن في سوريا .
وكان يفيض بالرحمة للمساكين والفقراء والمحتاجين , وكان يفيض بالحب لمن حوله صغيراً أو كبيراً , بعيداً كان أو قريباً.
وكان شديد التوقير للكبار، يقول أحد زملائه دخلنا ذات يوم محلاً تجارياً فصادف رجلاً كبيراً في السن، فبادر بالسلام عليه، وتقبيل رأسه، وكلتا يديه حتى أني تعجبت من طريقة سلامه فلم أستطع أن أفعل مثله، حتى أن هذا الرجل أعجب به وسأله عن اسمه، وأهله، وبيته، وأصبح لي بعد ذلك قدوة في احترام الكبير وتقديره.
وكان ذا يدٍ سخيّة ينفق ما لديه في خدمة القرآن، وفي إدخال السرور على طلابه وجميع من حوله، وخاصةً الصغار، وسأذكر بإذن الله من المواقف ما تتعجب منه النفوس .
وكان داعية، محباً للخير، يدعو كل من واجهه خاصة من زملائه وأقاربه إلى حفظ القرآن، والالتحاق بالدروس , وكان ذا تأثير عجيب وقبول الناس له في هذا المجال، حتى أنه أدخل في حلقات القرآن مايقارب الثلاثين فرداً خلال سنوات قليلة، وقد حفظ منهم حتى الآن ست طلاب، والآخرين قريباً إن شاء الله .
كان صاحب ابتسامة , مرحاً , خفيف الظل , يضفي على المجلس جواً من المرح , ويرسم البهجة والسرور على شفاه كل من جالسه .
وقد رأيت قلوب أقاربه وزملائه وأصدقائه ومشايخه ومدرسيه ومعارفه عموماً تنجذب بطواعيتها إليه , فإذا جالسوه أنسوا به , وإذا ذكروه فرحت قلوبهم لذكره , ولا تكاد تجد له مبغضاً. 
وهذه بعض المواقف التي تصف شخصية حبيبنا ( أبي عاصم ) واضحة جلية , وكما عشناها نحن مدرسيه وزملائه وطلابه , وبما أن المقام لا يسع لذكر كل ما أعرف عنه، فسأذكر مواقفه التي حدثت قبل شهر واحد فقط من وفاته، مواقف من دعوته وحبه للخير , وبذله , وخدمته للضعيف وحبه للصغار وحبهم له , وصيامه ,وووو...
1/ يقول عنه أخوه أحمد: كان شديد البر بوالدي، حتى أنه قال لي ذات يوم: أريد أن أهدي والدي هدية تفرحهما، فما رأيك، ثم رأيته قد أهداهما (دهن عود غال الثمن) .
وكان حريصاً رحمه الله على صلة رحمه , وإدخال السرور عليهم وكان دائماً يقدمهم على زملائه وجلسائه، فكان يزور جدتي كل يوم من بعد خروجه من تدريس حلقته عصراً حتى آذان المغرب, وكان يمازحها ويدخل السرور عليها، فهي شديدة التعلق به حتى أنه ذات يوم وهو مهندس صنع كوخا من (جريد النخل) يجلس فيه هو وزملاؤه في استراحتهم , وأخبر جدته بذلك ففرحت بذلك وأصرت أن تحضر إلى هذه المجلس وتتقهوى فيه . 
2/ يذكر لي ابن عمه يوسف العبدالمنعم فيقول : كان رحمه الله هو من شحذ همتي في حفظ القرآن , وأنا الآن قريب من حفظه , وكذلك شجعني كثيراً في الالتحاق بالدروس العلمية فكان يبين لي فضلها وتأثيرها , فكان يمرني دائماً ويذهب بي إلى الدرس وكان حريصاً حتى لا تكاد تجده يوماً تأخر عن الدرس علماً أن المسافة بعيدة جداً من البيت , فالبيت في أقصى جنوب المحافظة والدرس في أقصى شمالها , وكان يحثني على التحلي بالأخلاق الفاضلة , وينهاني دائماً عن الوقوع في الظلم , وكنت أجده قدوة في ذلك حتى أني لا أذكر أنه ظلم أحداً .
3/ ويذكر أحد أبناء عمه فيقول : أخذني ذات ليلة , وكانت ليلة الاثنين , فكلمني عن فضل صيام يوم الاثنين بأسلوب رائع دخل قلبي ثم طلب عشاءً وقال : انوه سحوراً , فأنا أصومه منذ ذلك اليوم وأسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناته .
4/ ويذكر رفيق عمره سليمان بن منيع المنيع فيقول:
كلمني قبل وفاته بأيام قليلة وألح عليّ بالالتحاق في حلق القرآن لحفظه، وكان قد دعاني مراراً، وكنت دائماً أعتذر، لكن هذه المرة ألحّ عليّ بأسلوب فُتح له قلبي، فوافقت، وقال لي أريدك في حلقتي، وقال لي: والله لن ينفعك إلا أهل القرآن فاحرص عليهم وكن بقربهم.
وفي يوم الجمعة الموافق 12/6/1433هـ أي قبل وفاته بأربعة أيام اتصل عليّ وهو فرح مسرور، وقال لي عشاؤك الليلة عليّ، ثم خرجنا معاً وتعشيناً وقال لي: أبشرك أن مشرف الحلقة قد وافق بالتحاقك في حلقتنا، والله لقد رأيته فرحاً بانضمامي لهم أكثر من فرحي بنفسي لالتحاقي في حفظ القرآن، ثم دخلت معهم في يوم الأثنين وقد وافته منيته رحمه الله في الغد، فاسأله سبحانه بمنه وكرمه أن يغمرك بإحسانه ولطفه وكرمه كما غمرتني بها.
5/ كان رحمه الله حريصاً على إمامة مسجده الأخير ، وكان محباً لجماعته ، وكان يثني عليهم دائماً في المجالس ، ويخص دائماً في الثناء كبار جماعته كأبي فهد مزعل الأومير، وأبي سلطان سعود الطريقي، وقد أحببتهم، وأني لا أعرفهم.
وكان رحمه الله مهتماً بنظافة وصيانة مسجده الأول (مسجد الروضة) ، وكان يدفع من ماله الخاص لتنظيف وتطييب المسجد ليجد المصلون راحةً في صلاتهم .
وكان يؤاجر العمالة الموجودة في المسجد للعناية بنظافة المسجد ودوراته .
وأقام رحمه الله صلاة التروايح في ولم تكن تصلى من قبل لعدم وجود الجماعة، ومنذ أقامها والمسجد يزدحم بالمصلين.
ومن عنايته كذلك بالمسجد أنه خاطب الجماعة بزيادة عدد المكيفات لإضافة أريحية أكثر للمصلين، وكذلك المشاركة في إفطار للصائمين، فقد كان حول المسجد مزارع كثيرة يتواجد فيها عدد كبير من العمالة.
6/ كان رحمه الله يهتم بالعمالة التي تصلي بمسجده ويتواضع لهم، ويفطر معهم، ويزورهم في غرفهم، ويمازحهم , وربما سابقهم على الدراجة , وكان يسأل عن حاجاتهم ويأتي بها في أسرع وقت.
وكان يناصحهم من أجل الصلاة خاصة الفجر، فقال أحدهم لا أجد من يوقظني، فكان رحمه الله يأتي إليه لكل صلاة فجر، ويطرق عليه غرفته، ويوقظه.
وكان يدارس أحدهم القرآن وهو من الجنسية المصرية فتارة يدارسه في المسجد، وأخرى يذهب إليه في مكان عمله.
7/ كان رحمه الله حريصا على إدخال السرور على كل من رأى من أهل بيته، وأقاربه، ومشايخه، ومدرسيه، وزملائه، وطلابه، والعمالة وكل من يقابل.
قال لي قبل أسبوع من وفاته: إني قد عزمت على إحضار بعض الدكاترة من الجنسية الأمريكية ممن درسوه في الجامعة بعد انتهاء الاختبارات، وقد اتفقت معهم، وقد قبلوا ذلك، وسألتهم عن ما يحبون لألبي رغبتهم، فقالوا ركوب الخيل، فنسقت لهم ذلك وإني مشتاق لذلك اليوم الذي أرى فيه سعادتهم، وتحبيبهم في الإسلام.
8/ كان محباً جداً لطلابه، ومكرماً وخادماً لهم، وقد خرجت معه قبل أسبوعين في استراحة كان قد هيئ فيها المكان على أفضل ما يكون، ووضع فيه من الأكل والشرب مالذ وطاب، وقد رأيت فرحة طلابه بهذا ما لو وزع على أهل الأرض لكفاهم، ولم أر تعلق طلاب بمعلمهم كما رأيت من تعلق طلابه به رحمه الله.
9/ لم تر عيني معلماً مخلصاً لطلابه كما رأيته، فكنت أدرس طلابي وأخرج بعد ساعة ونصف من الحلقة، ثم أخرج وآتي أحيانا قبل صلاة المغرب وأجده موجوداً في المسجد، فقلت له ذات يوم: يا أبا عاصم لك ساعتين في المسجد، والوقت المقدر للحلقة ساعة وربع، وقد أتيت من سفر (فكان يَدْرُس رحمه الله الهندسة في المجمعة) فأنت بحاجة للراحة، فقال لي: لا أستطيع أن أترك أحد من الطلاب لم يسمع، أو لم يحفظ، ونفسي لا تطاوعني بأن يخرج أحد من المسجد وفي قلبه شيء علي.
علي.
10/ كان صاحب همة عالية تتعجب منها، في الإجازة الصيفية كانت هناك مقرأة في الإدارة فجراً، فكان يذهب إليها ولا يخرج إلا الساعة التاسعة، ثم يأتي إلى المسجد في دورة مكثفة لتعليم القرآن ويُدَرِّس من الساعة العاشرة حتى الثانية ظهرا، ثم يباشر تدريسه لطلابه الخاصين بعد صلاة العصر.
فلله أم أنجبتك،وأب خلفك، وهمة عالية سمت بك، وخلق زاك جملك.
11/ أما إذا تحدثنا عن سخائه فحدث ولا حرج:
كان إذا خرج من مسجده ذهب بالأطفال وأحيانا يتجاوز العدد العشرين، ويقول اشتروا ما أردتم والحساب عليّ، وكان يفعل ذلك دائماً.
12/ أتاني أحد الصغار لم يتجاوز العاشرة في مجلس العزاء وقال لي:
إذا مات واحد، وكان آخر مرة اشترى لك بعشرة ريالات وأردت أن تردها له فكيف ذلك؟!
13/ منذ دخل طالباً في حلقة الأوزاعي كان يدعمها بستة آلاف سنوياً، واستمر على ذلك الحال حتى توفاه الله، وإذا علم أن على الحلقة ديناً حرص وبادر في سداده دون أن يعلم أحداً.
أتاني قبل شهر تقريباً وقال سمعت أن على الحلقة ديناً وقدره عشرة آلاف فقلت صحيح , فذهب وأتى بعد ساعة وقال: خذ هذه عشرة آلاف فقلت من أين لك هذه، فقال: من مالي الخاص، ولا أملك إلا هذه.
فقلت: بارك الله لك في مالك، وسيجازيك ربي على نيتك فاحتفظ به فقد تحتاجه غدا، فأصر على أن آخذها، وأصررت على موقفي.
ثم أتى من الغد ومعه عشرة آلاف وقال خذها، فو الله إنها ليست من مالي، وإنما من رجل محب للخير، فأخذتها وسددت بها الدين، فكانت فرجاً لنا بعد الله، ففرج الله عنك يا أبا عاصم كما فرجت عنا
ثم ذكر لي مسؤول المصروفات أنه أعطاه بعد يوم ستة آلاف أخرى، فلله ما أعظمك.
14/ كانت الحلقة تنسق مع بعض المحلات التجارية لشراء ما تحتاجه، وكان الدين يصل أحياناً إلى (4-5) آلاف، فإذا أردنا السداد وجدناها قد سددت، وإذا سألنا صاحب المحل، قال: قد أخذ علي عهداً ألا أخبر أحداً، ولا أتهم أحداً سوى أخانا أيوب.
15/ قبل شهر تقريبا قمنا برحلة إلى حائل، وكان سيرافقنا أخوة لنا من حلقات أخرى، فاتصلوا علينا وأخبرونا بنقص سياراتهم، فبادر أيوب رحمه الله على الفور، وقال: سيارتي وبما فيها لكم، وإذا أردتم شيئاً فأنا في خدمتكم، فقرت عيونهم بذلك، وكانت فرجاً لهم.
16/ خرجنا الخميس الماضي (12-6-1433) أي قبل وفاته بستة أيام في إحدى استراحات المحافظة وكان العدد فوق الثلاثين، فبادر رحمه الله وقال عشاؤكم الليلة علي، وقد كلف العشاء لوحده فقط ما يقارب الألف ريال.
17/ كنا قد عقدنا رحلة يوم الأربعاء (18-6-1433) أي قبل وفاته بيوم إلى مدينة الرياض، فكان رحمه الله قد اتفق مع صاحب المصروفات أن تكلفة الرحلة كاملة عليه، وقال له: لا تخبر بذلك أحداً.
وغيرها الكثير الكثير، ولا أستطيع أن أحصرها.
ومثلك لا ينسى ومن يك ناسياً 
لمثلك لا أدري لمن هو ذاكر
فأنت بعيد عن عيوني وغائب 
ولكن إلى قلبي قريب وحاضر
فرحمك الله يا أبا عاصم ، وأسأله سبحانه أن يدخلك في زمرة من قال فيهم:
"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"،
فاللهم يا حي يا قيوم ياذا الجلال والإكرام، اللهم إني أشهدك أني عرفته منذ صغره حتى توفيته أنه قد نشأ على طاعتك، وقد رأيته وقلبه معلق بالمسجد، واحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحداً، اللهم فأظله في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك، وقد ختم القرآن فاللهم اجعله يقرأ ويرتقي أعالي الجنان، وأذقه من نعيمها وبردها وسلامها، وزوجه من حورها يا رب العالمين.
اللهم واجبر مصابنا، ومصاب والديه وأحبابه، اللهم اخلف لأهله وحلقته خيراً يا رب العالمين.
وختاماً ..
فإن الأخ أيوب رحمه الله نحسبه والله حسيبه أنه عمل هذه الأعمال ابتغاء وجه الله ، ولذلك أظهرها الله سبحانه بعد وفاته ، فليجتهد الواحد منا في إخلاص النية ولا يعتقد أن حرصه على إظهار عمله هو الذي سيظهره بل إن القبول ونشر المحبة بين الناس إنما هو من الله تعالى . 
خالد بن أحمد السبت
المشرف على حلقات الأوزاعي
1433/6/21هــ















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق