يسر الله لي ان اقوم بزيارة الى
مغسلة الموتى في جامع الراجحي بالرياض
وجدت ان أغلب المواقع قامت بتغطية قسم الرجال في مغسلة الموتى ففكرت ان اقوم بتغطية لقسم النساء في المغسلة
استاذنتهم بان اقوم بتغطية لمغسلة الأموات قسم النساء
خصوصا انه لايوجد بها جنائز وقت زيارتي
أخترت هذا الموضوع لما فيه من الوقع المباشر كموعظة لبعض الأخوات هداهن الله ممن تساهلن في الحجاب أو تساهلن في أمر الله ووقعن في عصيانه وغرهن طول الأمد وحلم الله عليهن
فأردت ان ترى المرأة السيناريو الذي يحصل لها بعد موتها لكن مع الأسف لن تراه الا في موضوعي هذا فلو ماتت لن ترى شيئا من هذا فالميتة لاترى ماذا يفعل بها المغسلات ولا أين يذهبن بها
فهي بعد موتها جنازة فلا يقال فلانه بل يقال احضرو الجنازة واحملو الجنازة بعدما كانت تنادى باحب اسمائها بين اخوتها وذويها فسبحان الحي الذي لايموت
فكانت هذه الصور وهذا التقرير
عند الدخول الى المغسلة
يكون في استقبالك مكتب لأخذ بيانات الجنازة وباقي الأجراءات الرسمية
هنا ندخل قسم النساء في المغسلة
وقد كان فارغا مطفئ الأنوار فلا يوجد به أحد وقت زيارتنا
فقد جئته مساءا لأضمن ان لايكون به احد ولا أضايق احدا
تدخل الجنازة من هنا الى قسم النساء من هذا الباب
ثم توضع على هذه الطاولة لتبدأ عملية التجهيز
هنا يتم تجريد الجنازة من الملابس بعد ستر عورتها
علما بان عورة المراءه الميته بين النساء عند تغسيلها من السره الى الركبه
فتغطى بمنشفه كبيره ساتره او قطعه من الكفن مثل المنشفه
إذا كان الميتة ملينة المفاصل فيسهل خلع ملابسها
والاستفادة منها بعد غسلها وتعطى لمحتاج لهذه الملابس
اما إذا كانت الميتة متصلبة بحيث أنه لم يباشر أهلها تغسيلها بسرعة بعد موتها فبقيت أيام فهنا تكون مفاصلها قد تصلبت فيصعب خلع ملابسها بالطريقة المعتادة ويتم تجريدها من ملابسها بواسطة مقص بالبدء من الكم الأيمن حتى الرقبة ثم الكم الأيسر حتى الرقبه
تقص أظافر يدي ورجلي الميتة إن كانت طويلة ومن السنة يتم تظفير الميته
ومع الأسف يخبرونني ان كثير منهن تاتي بشعر كشعر الرجل مقصوص وصغير متشبهات بالرجال ولاحول ولاقوة الا بالله
وبعدها يتم تنظيف الأنف والفم ومن ثم سدهما بقطن حتى الانتهاء من التغسيل ثم تزال بعد ذلك
ثم يتم إقعاد الجنازة ويعصر البطن برفق ثلاث مرات
ليخرج المستعد من البطن برفق ثم تلف المغسلة على يد الجنازة اليسرى
خرقة لتنجيتها فينظف القبل والدبر والماء ينساب
تجمع المغسلة يدي الجنازة
وتقول : بسم الله وتوضاها وضوءا عاديا بالماء
اصبحت الجنازة الان طاهرة ونظيفة وجاهزة للتغسيل فالله اكبر ما اكرم الاسلام واهله حتى اخر لحظه في الدنيا المؤمن معزز ومكرم
ثم بعدها يتم التغسيل بالماء والسدر بدأ من الشعر الى باقي الجسم بدا من الشق الايمن الى الشق اليسر
بأن يغسل الجنب الايمن بداية من رؤوس الاصابع مرور بالكتف وصفحة العنق ثم الجزء الموالي للمغسلة والصدر والبطن ثم يدخل الماء والسدر من تحت الساتر مع المحافظه على ستر العوره وتغسل العوره
ثم تقلب على جنبها الايسر ويدلك جنبها الايمن من كتفها وظهرها حتى نهاية قدمها اليمنى وبنفس الطريقة يتم تغسيل الجنب الأيسر
وهناك حالات يصعب تغسيلها وهذه كثيره في الحوادث فان الجنازه تيمم بعد وضعها في الاكفان وفوق واق للاكفان
حتى انهم أخبروني أن بعض النساء كن لابسات بناطيل ضيقة جدا
فعندما يصيبها حادث أو تتأخر في القدوم الى المغسلة
ويحاولون فسخ أو نزع اللباس عنها يتفسخ مع اللحم والجلد
ولاحول ولاقوة إلا بالله
أما اذا كانت متفحمه ولا تتحمل الحركه فانها توضع في الكفن وتنضح بالماء بنية الغسل
وبعدها يتم رش المسك الأبيض على الجنازة
وتطيب الميته من الأعلى الى الأسفل في الأبطين
ومواضع السجود السبعة ولهم أن يطيبوا ماشاءو بعد ذلك
ثم بعدها تكفن المرأة في خمسة أكفان إزار وخمار وقميص ولفافتان
تلف فيهما والله المستعان
ثم بعدها يصلى عليها وتحمل على الأعناق وتدخل القبر
فياليت شعري ماذا أعددتي ياأخيه لهذا الموقف وهذه الحفره
يالله رحمتك
وهذه بعض المواقف التي حصلت مع المغسلة
والداعية المعروفة هيا الناصر للعبرة والعضة
وقد نشرت سابقا في أحد المواقع
تقول انه مر بها مواقف عديدة فعلى سبيل المثال استدعيت لتغسيل امرأة كبيرة السن أُحضرت لكي نقوم بتغسيلها وقد تآكل جلدها، وعليها أطباق من الأوساخ وحفراً في ظهرها كثيرة، وقد أثَّر السرير في جسمها، وقد طالت الأظافر إلى حد بيِّن
وكذلك امرأة قد أتت إلى المغسلة وقد اسودَّ وجهها مع العلم أن باقي جسمها أبيض وأهلها مندهشين فكان ذلك من أسوأ المواقف التي مررت بها.
وذات مرة أتتني إحدى الفتيات مرافقة لجثمان أمها وهي تبكي بشدة وتدعو لي دعاءً حاراً لكي أجعلها تقوم بتغسيل والدتها
وتقول : هذا ما تبقَّى لي فلا تحرميني من برها، وتحت إلحاحها الشديد تركتها تغسِّل والدتها وأنا أقوم بمساعدتها وتوجيهها، فرأيت فيها ما أعجبني من صبرها واحتسابها، فما أجمل برها وما أجمل إصرارها رغم ما أوقعتني به من حرج.
ومن أصعب المواقف التي واجهتها تغسيل امرأة دخل في وجهها زجاج ناعم فاستعنت بالله وتمالكت نفسي وقمت بإزالة الزجاج بواسطة القطن حتى أزيل الزجاج كله.
وعندما أقوم بالتغسيل أرى أقارب الميتة في عدة أحوال، منهم من هو حزين ومنهم من يتملكه شعور الحنين لهذا الميت وفي هذه اللحظة قد أيقنوا أن هذه الدنيا لا تسوى عند الله جناح بعوضة
وفي كثير من الأحيان ينتابني البكاء أثناء تغسيل الجنائز، إذ حينها أتصور نفسي مكان الميتة، وأتخيّل نفسي أُُجهّز ليصلّى علي ولأدفن، ويدفعني ذلك إلى استغلال الوقت للاستعداد لهذه اللحظة.
عندما أنتهي من تجهيز الجنازة أتذكر بأنها ساعات ثم تُسأل، فهذا آخر يوم من الدنيا وأول يوم من البرزخ، وأدعو لها بالثبات وأن يجمعنا الله بها في جنات النعيم. وباعتقادي لو أعطيت الميتة فرصة دقيقة واحدة للرجوع إلى الحياة لكانت تود أن تسجد تائبة وتقول لا إله إلا الله.
وكثيرات ممن يحضرن تغسيل الأموات يدركن ذلك ويأخذن منه العظة والاعتبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق